كنت أتعجب وأندهش عندما أجد أحدا له مظلمة ويستغيث أو يشكو من شيء ولو بسيطا فيوجهها مباشرة للقيادة السياسية طالبا حلا لها،أو ان احد المواطنين لديه فكرة أو اقتراح للمصلحة العامة وتفيد الوطن يناشد فيها أيضا الرئيس، وكأن الدولة ليست دولة مؤسسات، وأن هناك مسئولين من وزراء ومحافظين تم تكليفهم من قبل القيادة السياسية وحلفوا اليمين أمامه ان يحافظوا على الوطن ويراعوا مصالح الشعب، وأن دورهم حل مشكلات الناس والاستجابة لأى اقتراح طالما فى صالح البلد والمواطنين، ولكن للأسف زال تعجبى ودهشتى وأيقنت انه لا يعمل بجد واجتهاد لبناء هذا الوطن غير الرئيس الذى يوميا نجده ما بين تخمة اجتماعات والتخطيط للمشروعات الجديدة وافتتاح مشروعات أنجزت، وتحركه الدائم فى الملفات السياسية الخارجية الشائكة، وبالرغم من كل ذلك نراه يستجيب للحالات الإنسانية التى يشاهدها فى وسائل الإعلام ويأمر بعلاجها أو بمساعدته.
سبب زوال تعجبى ودهشتى أننى وجهت من هذا المنبر فى المقالة السابقة مناشدة إلى كل من محافظ الجيزة ووزيرة البيئة بأن هناك قطعة أرض تملكها الدولة مساحتها 40 فدانا تقع خلف مطار سفنكس الجديد فى منطقة برقاش، وكان مخططا لها ان تقام عليها مستشفى ومدارس ابتدائي واعدادى ومجمع سكنى لخدمة الآلاف من مواطنى مركز برقاش وقراها والمراكز المجاورة لها ولم يتم التنفيذ حتى الآن، وأصبحت مقلبا كبيرا للقمامة لمحافظة الجيزة وأرضا خصبة للأمراض، بالإضافة الى الحرائق التى تندلع بها يوميا وينبعث منها دخان يصل لعنان السماء ويتسبب فى حدوث العديد من الحوادث على الطرق المجاورة لهذا المكان، وطلبت ان يتم نقل مقلب القمامة الى صحراء الواحات، وتنفيذ ما كان مخططا لإقامة المستشفى ومجمع المدارس، ولكن للأسف لم يستجب المحافظ أو الوزيرة ولم يصدر عنهما حتى إشارة إلى أنهما سوف يدرسان الاقتراح بإزالة هذه البؤرة السرطانية المضرة بصحة آلاف المواطنين من أهالى محافظة الجيزة وغير الحضارية بالمرة، ولا أملك إلا ان أقول لك الله يا مصر والرئيس السيسى.