حالة ايمانية خاصة تخلقها دائما العشر الاواخر من رمضان..وسط هالات النور والفيوضات الايمانية العامرة طوال الشهر الفضيل الكل يتطلع الى ليلة القدر يامل ويتمنى ويلهج بالدعاء ويتحصن بقراءة القران الكريم يقترب من حدود واجواء اهل الله وخاصته فالتشبه بالفالحين اوالصالحين فلاح..
اهل الله وخاصته هم اهل القران الكريم بلا منازع والدعاء الاثير دائما اللهم اجعلنا من اهل الله وخاصته تحسبا وتطلعا وطمعا في منابر من نور وفضل عظيم وقدر اعظم ان تصيبنا نفحات من ليلة هي خير من الف شهر.
من المبشرات في هذا الزمان ان تنعم برؤية اهل القران في كل مكان عددا وعدة وانتشارا..يرى العالم فيهم ومعهم عجائب من عجائب القران الكريم التى لا تنقضي حتى اخر الزمان.
ولمن يريد بيانا اوايضاحا ما عليه الا ان يقرأ المشهد القراني جيدا ويتابع ملامح صورة اهل القران الكريم وما بها من غرائب وعجائب والاشراقات والفيوضات اللامحدودة المبهرة والتى تخطف الالبا ب والعقول..صور مدهشة بالفعل لا تملك ازاءها الا ان تردد قوله تعالى صدقا ويقينا “انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون”. وستتاكد كم كان هذا القران ولا يزال معجزا محيرا منيرا للعقول في كل زمان ومكان.
صورة اهل القران ترجمة حقيقة لملامح كل عصر وحضارته وما اصاب المجتمع من رقي وارتقاء وايضا مااصابه وحل به من تدهور وانحطاط على المستويات كافة. المسلمون في كل العصور سادوا بالقران والايمان وانتكسوا بقدر بعدهم وابتعادهم وهجرهم للقران والدين.
لن نتحدث عن اخلاق اهل القران وصفاتهم وحالاتهم النورانية مع انفسهم والناس ومع الله فالادبيات على هذا الصعيد اكثر من ان تحصى والمكتبة الاسلامية مليئة بمئات والاف الكتب والمجلدات.
مايلفت النظر هو صورة اهل القرآن الكريم الان في المجتمع المعاصر ليس فقط على صعيد الدول الاسلامية ولكن حتى في الدول الغربية وبين الاقليات المسلمة ولعل في النماذج التى تقدمها الفضائيات وتعج بها وسائل التواصل الاجتماعي ما يكفي لاثارة الذهن ويدفع بعشرات الاسئلة حول القران واهله والموقف من القران ولماذا كانت الحرب على القران تحديدا ومنحها الاولوية في الهجوم مع شخص الرسول صلى الله عليه وسلم لتشويه صورة الاسلام اولا والمسلمين من بعد.
مكانة القران ودوره وتاثيره من القضايا المهمة التى التفت اليها ووعاها جيدا اعداء الاسلام منذ اللحظة الاولى لاشراقات الرسالة المحمدية وظل العالم الاخر حافظا للوصية الجاهلية ويتعامل معها بجدية” لا تسمعوا لهذا القران والغوا فيه” تأمل وهل يفعل عتاة العلمانيين والملحدين والمستشرقين ومن يدور في فلكهم غير هذا
انهم امناء على وصايا الجاهلية وتعليمات المشركين منذ ايام ابوجهل القرشي حتى ابو جهل المعاصر فلكل عصرابوجهل الخاص به الذي يناسب قدره ومقداره.
لذلك لم يكن غريبا ان يركز المشركون قديما قبل الانفتاح على العالم خارج اسوار الجزيرة العربية على القران وان تستمر القوى الاستعمارية القديمة والحديثة في نهج النيل من القران بلغ حد احراق نسخه علانية في مناسبات عدة وفي مراكزهم التشريعية والنيابية ومراكز بحوثهم السياسية والعسكرية. كان حصار القران الكريم ومحاصرته شغلهم الشاغل وهمهم الاكبر وبذلوا في ذلك جهودا جبارة وانفقوا اموالا طائلة كانت وبالا وحسرة عليهم ويكفي الاشارة الى ما حدث مع الترجمات العديدة المحرفة والمشوهة للقران الكريم وتوزيعها في بلاد العالم وخاصة التى افتتحها المسلمون او التى تشهد مدا اسلاميا القران هو الركيزة وراس الحربة في الهداية. الى جانب انشاء مراكز بحوث مشبوهة ومكشوفة هدفها الرئيسي تشويه متعمد للقران ومقاصده الشرعية. وما تبع ذلك من تبني النماذج الضالة ممن يسمون انفسهم بالباحث الشرعي او الاسلامي وهم في الحقيقة هادمون مستخدمون موظفون ملعوب في عقولهم وعقيدتهم وفي اساسهم ويتم تصديرهم الى الساحة الاسلامية ويحظون بكل الدعم والمساندة والدفاع عنهم والتمكين لهم لتصل اصواتهم وتنتشر خزعبلاتهم ويثير هذيانهم الشباب وما ادراك ما الشباب!
من المفارقات المذهلة ومن عجائب وروعات هذا الدين والتى لم ينتبه اليها الاعداء انه كلما ازدات الحملة عليه كلما تقدم وزاد نوره وبهاؤه وانتشر ضياؤه بصورة مذهلة ومبهرة مثل الذهب تماما تنقيه النيران وتصقله عمليات الاحماء المستمرة وتزيد بريقه ولمعانه.لقد نسوا قاعدة ان الله ينصر دينه بالبر والفاجر.
الطريف ان النماذج القرانية المبهرة لم تتوقف عند سن محدد او جنسية معينة او اصحاب اللسان العربي فقط بل تجد الطفل الصغير دون الخامسة والشيخ الكبير والعالم في الكليات العملية كالطب والهندسة والجيولوجيا و غيرها لا بل وفوق ذلك اصحاب القدرات الخاصة من ذوي الاعاقات الذهنية تتعجب من حالاتهم الخاصة مع القران الكريم نماذج مفرحة مبكية تصيبك بالذهول والدهشة كيف خفظوا القران ليس فقط بالعربية ولكن باللغات الاجنبية الحية المشهورة حفظوا ترجمات معاني القران الكريم بها واسأل “عمك جوجل” واليوتيوب سيعطيك عشرات النماذج لهؤلاء العباقرة من مصر والجزائر واندونيسيا وماليزيا ومن المانيا وباريس وغيرها.انهم لا يحفظون القران فقط ويستظهرون الايات بل يحفظون ارقام الايات والسور ويأتون بها بسرعة عجيبة تفوق جهاز الكومبيوتر سرعة ودقة شاهدوا اليوتيوب وتاملوا في عجائب اهل القران.ويحفظون الاحاديث بالاسانيد وتخريجاتها بصورة رائعة ومذهلة.انه القران يا سادة.
المسألة ليست فردية وانما هناك صحوة قرانية تدفع اليها رغبات ورغبات في العودة الى القران الكريم الى المنابع الصافية والملهمة للدين الحنيف بعد ان عانى المسلمون ويلات الاغارة على القران الكريم تحديدا والاسلام عموما.لم تتوقف فيها الحرب على القران فكريا وسياسيا بل واجتماعيا وكان هناك تشويه متعمد لاهل القران وتقديمهم في صورة نماذج رديئة تعيسة محزنة مخزية تثير الشفقة والحساسية وتصيب بالارتكاريا فاهل القران تم حصرهم في نماذج “التربية” بضم التاء والفقي والمتسول والمتنطع والاهطل والشره والمتفكه والمستظرف وغير ذلك..في صورة موحشة لواحدة من سقطات الدراما المدوية وجناياتها على المجتمع والاخلاق.
اعتقد ان الصورة الان مغايرة تماما بعد اقتحم اهل القران كل مجال علمي وعملي ورفض المجتمع تلك الصور الحزينة المحزنة التى لا تتناسب واهل الله وخاصته واصبحت هناك حالة تعلق بالقران في كل فئات المجتمع واذا كنا سمعنا قديما عمن وهبوا ابناءهم للازهر والعلم الشرعي فالان لا ابالغ ان معظم الاسر تدفع بابنائها الى حفظ القران الكريم وتعلمه حتى وان لم يكونوا من منتسبي الازهر او من لا يرغبون في تخصص الدراسات الشرعية
القران درع وحماية وحصن امان تربوي واخلاقي وديني وعلى المستويات كافة فالولد يحفظ القران لانه كتاب الله اولا وبه وعن طريقه يستقيم لسانه العربي ويحفظ هويته ويحافظ عليها من ان تذوب في موجات التغريب الضاغطة ومن حمى اللغات الاجنبية الكاسحة بلا وعي اوضمير اووطنية او غيرة على الدين وهو حماية من السقوط في فخ التطرف والارهاب وما شابه ذلك من فزاعات..
اليس ذلك كله في صلب قضايا الحفاظ على الهوية وترسيخ الوطنية والقيم والاخلاق التى نكابد ونناضل من اجلها ليل نهار؟!
*عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاس قالوا: يا رسولَ اللَّهِ مَن هُم؟ قالَ:هُم أَهْلُ القرآنِ أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ؟
اللهم اجعلنا منهم والله المستعان.
Megahedkh@hotmail.com