تبنّى سيادة الرئيس “عبد الفتاح السيسي” إستراتيجية لدعم السودان خلال المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها السودان الشقيقة، تلك المرحلة التي تتطلب من الجميع التكاتف من أجل عودة السودان للمجتمع الدوليّ والتعامل مع مديونياتها الكبيرة مع المؤسسات الدولية وخاصّة صندوق النقد الدوليّ.
وهذا ما أكده “محمد معيط” وزير المالية، عندما قال: “بدأنا بتدعيم طلب السودان في صندوق النقد الدوليّ، وإسقاط أعباء الديون من خلال الإحتياطيات المخصّصة للتعامل مع الديون المنتظر تحصيلها، والتي كان لمصر أيضًا نصيب فيها، وتنازلت الحكومة المصرية عنها”.
كان “محمد معيط” وزير المالية قد توجّه برفقة الفريق “كامل الوزير” وزير النقل خلال شهر أبريل 2021م، وتباحثا مع الوزراء في الحكومة السودانية حول الطلبات والمشروعات المشتركة، وتمّ الاتفاق على نقل الخبرات المصرية في مجال الإصلاح الإقتصاديّ، والتي تشمل إصلاحات الجمارك والضرائب المصرية والمالية العامّة، كما تمّ الإتفاق على وجود بروتوكولات تعاون وتسخير لكلّ إمكانيات مصر في تلك المجالات، من أجل التنمية التي تسعى لها مصر من أجل السودان الشقيق.
كما إتفق الفريق “كامل الوزير” وزير النقل، على مجموعة من المشروعات المشتركة، لتيسير حركة التجارة والنقل بين مصر والسودان، كما حرص الرئيس “عبد الفتاح السيسي” على التواجد في المؤتمر الدوليّ؛ لدعم المرحلة الإنتقالية في السودان والتي تمرّ بمرحلة تحوّل ضخمة في المجال الإقتصاديّ ما يتطلب تفهّم ودعم المجتمع الدوليّ.
لقد تمّ التأكيد خلال اللقاء الذي جمع سيادة الرئيس “عبد الفتاح السيسي” مع نظيره السودانيّ الفريق أول “عبد الفتاح البرهان” رئيس المجلس السياديّ في السودان، على أهمّية تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في العديد من المجالات بين البلدين، سواء الإقتصاديّة أو التجاريّة أو البنية التحتيّة وتيسير حركة الإنتقال بين مصر والسودان، مما يعود بالخير على الشعبين، في إشارة تدلُّ على حقّ الجوار، وإمكانية سريان الوحدة العربية؛ ليصبح الوطن العربيّ كلّه كِيانًا واحدًا ضدّ أيّ أزمة قد تُصيب الحياة العربية وتعكّر صفوها.
إنَّ أبرز ملفات المؤتمر الدوليّ لدعم المرحلة الانتقالية في السودان بمشاركة مصر والذي تستضيفه فرنسا دعم البنية التحتية والإصلاح الاقتصاديّ وإسقاط الديون، والأعباء التي تثقل كاهل السودان، بالإضافة إلي ضعف معدلات النمو والبنية التحتية، فضلًا عن دعوة الممولين والمانحين لبحث ومناقشة النقاط الأخرى في الدّعم الفنيّ وجوانب رفع الكفاءة ونقل الخبرات.
من جانبها قالت وزيرة الخارجية السودانية الدكتورة “مريم الصادق المهدي” إنَّ المؤتمر سيسهم في تقديم بلادها للمجتمع الدوليّ بشكل جديد، بالإضافة إلى توقعات بإعفاء جزء كبير من ديون السودان لدى صندوق النقد الدوليّ، وكذلك التعامل مع مؤسسات التمويل العالمية.
عميد كلية الآداب جامعة قناة السويس