لقد أصبح التخطيط الاستراتيجي من أهم العناصر الإدارية التي يجب أن تعتمد عليها المؤسسات الرياضية في عملها ، فكثير ما نجد ونسمع في الدول المتقدمة عن وضع الخطط من بطولات إلى أخري ولعل أفضل الأمثلة أن الخطط توضع في تلك الدول على مدار أربعة سنوات وأكثر وهى عمر الدورات الأولمبية ، فالسعي إلى الرقي والتقدم أمر فرض نفسه على المؤسسات والحكومات على مختلف ألوانها وجنسياتها
وأصبحت الدول تسعي إلى الوصول إلى أفضل المستويات ولن يأتي ذلك إلا من خلال إدراكها لمعنى التخطيط العلمي القائم على المنهجية العلمية السليمة والنابع من إيمان الدول والمسئولين عن الرياضة بأهمية هذا العنصر في الوصول إلى أفضل الغايات المنشودة
ومن خلال ما سبق ومن خلال إطلاع الباحثان علي البحوث والدراسات السابقة لاحظا وجود ندرة في الدراسات التي تناولت التخطيط الاستراتيجي كأداة لتحسين جودة الأداء الإداري بالمؤسسات الرياضية ، أنه من الضروري إلقاء الضوء علي مثل تلك المشكلة كمحاولة للتعرف علي جوانب القوة في الخطط الاستراتيجية للمؤسسات الرياضية وتنميتها وكذلك التعرف علي جوانب القصور والعمل علي علاجها
التخطيط في المجال الرياضي:
- ما هو التخطيط:
المعنى اللغوي للتخطيط)هو إثبات لفكرة ما بالرسم ،و الكتابة وجعلها تدل على دلالة تامة على ما يقصد في الصورة أو الرسم والفكرة عندما تكون واضحة على الورق فهي مازالت غامضة في الذهن والعكس).
المعنى الاصطلاحي للتخطيط :تعددت تعاريف التخطيط وتنوعت للأسباب التالية :
·اختلاف التعريف باختلاف الفترة التاريخية .
·اختلاف الأهداف باختلاف المجتمعات .
·اختلاف الأساس الإيديولوجي في الدول المتخلفة .
·اختلاف المعني باختلاف نوع وميدان التخطيط وميدانه وعمليات النشاط .
· اختلاف تخصص الباحثين والمدربين وخلفياتهم الإيديولوجية والفكرية .
·التخطيط هو أسلوب لحل المشكلات.
·التخطيط هو مجموع التدابير المنظمة للتغبير .
ويرجع تباين تعاريف التخطيط إلى:
· تعدد وتداخل العمليات والإجراءات التي يتطلبها التخطيط.
· تنوع مداخل التخطيط واستراتيجيات تنفيذه .
· لا يعتبر التخطيط أسلوب فنيا فقط ، وإنما يمكن اعتباره شكلا من أشكال التعبير الاجتماعي ونوعا من أنواع الإدارة الاقتصادية والاجتماعية .
لذلك فقد اتخذ مصطلح التخطيط المعاني التالية :
· مجموعة من الفترات اللازمة للعمل في المستقبل .
·أسلوب تنظيم لعملية التنمية .
·عملية لتحقيق أهداف مستقبلية .
· وسيلة لتوزيع الموارد المتاحة على الاستخدامات أو المتطلبات.
· عملية اختيار الوسائل المناسبة لتنفيذ المشروعات
1- مفهوم التخطيط:
إن تعريف التخطيط يتفاوت بتفاوت عوامل وظروف المكان والزمان بل إن هذا التفاوت يمتد إلى داخل المكان إذا ما اختلفت وجهات النظر وتباينت الاهتمامات والمصالح , إذ أنه لا يوجد إذ أنه لا يوجد تعريف جامع ومانع لمفهوم التخطيط , فالأمر متوقف على الهدف من التخطيط أولا وعلى المكان والزمان
ثانيا ملكن من المتفق عليه أن هناك قاسم مشترك بين الباحثين والمهتمين ف هذا المجال , حيث توجد أسس مشتركة تؤخذ بالحسبان عند تعريف التخطيط وبالتالي فإن الاختلاف محدود بين التعاريف التي يضعها جمهور الباحثين والدارسين . وإذا ما وجد اختلاف عند الباحثين فإنه غالبا ما يكون راجعا إلى طبيعة النظرة والهدف من وراء تحديد المفهوم .
وقد قدمت للتخطيط تعريفات عديدة . انطلاقا من وجهات نظر مختلفة وفي أزمنة مختلفة وستعرض لعدد منها :
- يعرفه فيول ” إن التخطيط في الواقع يشمل التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل مع الاستعداد لهذا المستقبل “
- ويعرف إبراهيم عبد المقصود أنه ” استقراء للمستقبل من خلال إمكانات الحاضر وخيرات الماضي والاستعداد لهذا المستقبل بوضع أمثل الحلول له بكافة الوسائل الممكنة لتحقيق الأهداف البعيدة والقريبة ووضع بدائل لأي صعوبات محتملة , عن طريق تحديد السياسات الكيفية بتحقيق هذه الأهداف , مع وضع البرامج الزمنية لهذه السياسات في إطار الإمكانيات المتاحة والمرتقبة ” .
- ويعرفه إبراهيم سعد الدين ” هو مجموعة النشاط والترتيب والعمليات اللازمة لإعداد واتخاذ القرارات المتصلة بتحقيق أهداف محددة وفقا لطريقة مثلى , وأن التخطيط القومي هو مجموعة التنظيمات والترتيبات التي اختيرت لتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بالمجتمع في زمن معين “
1-1- تعريف التخطيط وفقا للتخصص :
من وجهة نظر الإداريين : ((التخطيط هو تحديد الأعمال أو الأنشطة وتقدير الموارد واختيار السبل الأفضل لاستخدامها من اجل تحقيق أهداف معينة)).
ومن وجهة نظر المدربين : ((يعرف التخطيط في الأداء الرياضي بأنه القياس الفعلي أثناء المنافسات، وهو المؤشر الحقيقي الذي يمكن من خلاله التعرف على المستويات المختلفة سواء كانت مرتفعة أو منخفضة ،خاصة إذا تم القياس في ضوء قياسات عملية ، بذلك يمكن أن يكون دور التخطيط في قياس حجم العمل الحركي وأدائه من طرف المدربين سيساعد كثيرا في تحديد أحجام التدريبات، وذلك وفق مؤشرات أو معدلات يستعملها المدربين في تخطيط فترات الإعداد للنهوض بالأداء الرياضي إلى المستويات وما يخدم عملية الأداء الصحيح المخطط والمنهج في الأداء الرياضي)).ويمكن أن نستخلص من التعاريف السابقة السمات المشتركة للتخطيط وهي:
· يتمثل أسلوب ومنهج للعمل العملي المنظم.
· يتضمن وضع أهدف تحقق مستقبلا.
· نظرة مستقبلية للتنبؤ بما سيكون عليه الأوضاع والمتغيرات.
الاستغلال الأمثل للموارد والإمكانيات المتاحة
1-2- تعريف التخطيط في المجال الرياضي:
مما سبق من تعاريف التي عرضناها وتطرقنا إليها يمكن أن نستخلص تعريفا وجيزا للتخطيط كما يلي :
” التنبؤ بما سيكون في المستقبل لتحقيق هدف مطلوب تحقيقه في المجال الرياضي , والاستعداد بعناصر العمل , ومواجهة معوقات التنفيذ , والعمل على تذليلها ف إطار زمن محدد , والقيام بمتابعة كافة الجوانب في التوقيت المناسب .”
2- أهمية التخطيط :
التخطيط هو الذي يرسم صورة العمل في شتى المجالات ويحدد مساره، وبدون التخطيط تصبح الأمور متروكة للقدر أو العمل العشوائي الغير الهادف، ومن أهم مزايا التخطيط :
v يوضح الطريق الذي يجب أن يسلكه جميع الأفراد عند تنفيذ الأعمال، وكذلك يوضح الأهداف لكي يسهل تحقيقها .
v يبين مقدما جميع الموارد اللازم استخدامها كما ونوعا، وبذلك يمكن الاستعداد لكل الظروف والاحتمالات .
v يساعد على التخلص من المشاكل والعمل على تفادي حدوثها مما يزيد الشعور بالأمان والاستقرار
v يمكن بواسطته التنبؤ بالاحتياجات البعيدة من حيث العمال والأموال والموارد .
3- مراحل التخطيط :
- تحديد الهدف بوضوح .
- جمع الحقائق والمعلومات المتصلة بالمشروع .
- تبويب المعلومات في أبواب متجانسة .
- تحليل هذه المعلومات .
- وضع فروض العمل على تحقيق الأهداف .
- وضع عدد من الخطط البديلة .
- دراسة الخطط واختيار الأفضل منها .
- وضع برامج التنفيذ وفقا للأولوية في التنفيذ والترتيب الزمني
4- أنواع التخطيط :
للتخطيط الرياضي ثلاثة أنواع وهي:
o تخطيط طويل المدى.
o تخطيط قصير المدى.
o التخطيط الجاري.
1-4- تخطيط طويل المدى:
وهذا التخطيط كقاعدة يتم لسنوات طويلة، ولكن فيما يتصل بنوعية الممارسين والغرض الذي وضع لأجله، وقد تكون هذه المدة (04) سنوات وهي الفترة بين الدورات الأولمبية أو بطولات العالم في كثير من الألعاب أوقد سنتان كالفترة بين بطولة أوربا مثلا أو قد تكون لسنة واحدة وهي الفترة بين بطولة العالم في بعض الألعاب ويجب أن يراعي التخطيط طويل المدى اتصاله بعملية توزيع الخطة التدريبية على دورة تدريبية واحدة كبيرة ،هذه الدورة تمدد لعدة شهور، ويجب أن تشمل الفترات الثلاث وهي:* الإعداد والتحضير الجيد للممارسين من كل النواحي. * الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة من أجل اكتساب الثقة لدى الممارسين في كرة القدم، وكذلك أثناء المنافسة وذلك بتقديم كل ما يخص الجوانب سواء البدنية أو المهارية أو التكتيكية، و كذلك في المرحلة الانتقالية التي تلي نهاية الموسم الرياضي (موسم المنافسات)، وتتمثل في الراحة النشطة أو الإيجابية.
2-4- تخطيط قصير المدى :
وهو التخطيط الذي يتم في فاصل قصير ومحدد، ففي عملية التدريب الرياضي يتم التخطيط القصير المدى لفترة تدريبية واحدة، ويعتمد التخطيط قصير المدى على مبدأ التحديد والواقعية، ولذلك يلزم أن يكون ملائما لممارسي هذه اللعبة (كرة القدم)،وذلك مع مراعاة كل الجوانب.
3-4- التخطيط الجاري :
ويعتمد أساسا على التخطيط طويل المدى، ويتميز بوضوح وتحديد الهدف الجاري تنفيذه في المرحلة الراهنة، مثلا : كيفية التصويب نحو المرمى سواء من الثبات أو من الارتفاع، وكذلك يحدد أكثر الطرق والوسائل اللازمة للعمل .
ويتأثر التخطيط بعاملين أساسيين هما: – الواقعيــة.
- دقـة المتابعة . II- الاستراتيجية:
1- مفهوم الاستراتيجية:
إن كلمة لاستراتيجية مستمدة من العمليات العسكرية ،وهي تعني في هذا الإطار تكوين التشكيلات ،توزيع الموارد الحربية بصورة معينة لمواجهة العدو أو الخروج من المأزق ،أو لتحسين المواقع ،أو انتهاز فرص ضعف العدو .
دكتور القانون العام
محكم دولي معتمد
وعضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان