كثير من الناس يتمنون ويحلمون بأن يذكرهم التاريخ يوما ما، لا شيء يقلل من قيمة هذا الحلم وتلك الأمنية، لكن هل يوجد بشر يحبون بل ويخططون ليتذكرهم التاريخ فى صفحاته القاتمة المظلمة وليس فى جوانبه ناصعة البياض؟ صدق أو لا تصدق. نعم يوجد هذا الصنف من البشر ومنذ قديم الزمان وليس فقط هذه الأيام. يحكى فى زمن التابعين، بينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم، إذ قام أعرابى فحسر عن ثوبه، ثم بال فى البئر والناس ينظرون، فما كان منهم إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد أن يموت، فخلصه حراس الحرم منهم وجاؤوا به إلى أمير مكة فقال له: قبحك الله، لم فعلت هذا؟ فقال: حتى يعرفنى الناس فيقولون هذا الذى بال فى بئر زمزم»!!، فقال له الأمير : ويحك هل أنت تعى ماتقول؟ فأجاب بقوله: «نعم أعى ما أقول تماما فقد أردت أن أذكر ولو باللعنات»!!.
نموذج هذا الرجل يعيشون بيننا وهم على استعداد لفعل أو قول أى شيء لينالوا الشهرة التى يبحثون عنها وكلما شعر أحدهم بانحسار الأضواء افتعل أى معركة ليبقى فى دائرة كلام الناس، الشهرة عندهم هدف وليست وسيلة، كلهم يفكرون بنفس طريقة هذا الأعرابي، المهم أن يذكره الناس بأى شكل، ليس مهما ماذا سيقول الناس عنه المهم عنده انهم يقولون عنه أى شيء. أحدهم مثلا كلما أراد ان يقول نحن هنا قام بسب الصحابة وشكك فيهم وفى رواياتهم للأحاديث.أو أضعف الإيمان وجه لشيخ فى قيمة الشعراوى سيلًا من الاتهامات، هو هنا يريد ان يقال عنه هذا الذى سب الصحابة وانتقد آل البيت.
وتطاول على الشعراوى. فتقوم الدنيا ولا تقعد إلا بعد حين فلا يهدأ حتى يشعلها من جديد، فيبحث عن أى قضية ليثيرها فقط ليقال عنه إنه مختلف أو جريء. نحذف خانة الديانة من البطاقة أو نفرض تدريس نصوص الإنجيل والتوراة على الجميع وهو لا يدرك أن نصوص القرآن الكريم يتم تدريسها لغير المسلمين كلغة عربية وليست نصوصا دينية، ولو سألته عن الهدف من أفكاره لا تجد منه سوى السفسطة والهرطقة. وهذا فنان مع تحفظى على وصف فنان ارتكب فعلًا فاضحًا مع فنانتين ناشئتين مع تحفظى أيضا على لقب فنانتين وقام بتصوير تلك المشاهد وهو يدرك ان كل مايتم تصويره يذاع ولو بعد حين ولسان حاله يقول انا بطل تلك المشاهد وهو لا يرى فيما فعله أى عار أو حتى عيب بل قال إنه عاد مرفوع الرأس وأنه لم يرتكب أى شيء ضد القانون أو العادات او حتى الأخلاق وهذا فنان مع تحفظى من جديد حقق ما لم يكن يحلم به من شهرة ونجاح ومال فإذا به كل يوم يصور فيديو مستفزًا للناس ليس له علاقة بأعماله الفنية ويدخل نفسه فى حوارات لا لشيء إلا ليظل دائما فى دائرة الضوء ولو بسخط الناس، وهذا لاعب كرة يصر على ان يتصرف مثل ذلك الأعرابى ويأتى بحركات غير أخلاقية تجاه الجماهير فى المدرجات ويجد نفسه سعيدا أيما سعادة عندما يقال هذا هو النجم الذى فعل كذا وكذا للجماهير.!! ثم جاء هذا الطبيب بطل واقعة الممرض والسجود للكلب، أعرابى آخر يريد أن يذكره الناس ولو باللعنات. لا تقل لى إن الطبيب كان فى جلسة هزار معتادة مع زملائه كما قال. لماذا حرص على تصوير ذلك الفيديو، ألم يكن يدرك انه سيذاع يوما ما؟
وهكذا ستجد كل يوم أمثال ذلك الأعرابى الذين يريدون اكتساب الشهرة والأضواء ولو من باب خالف تعرف ولعل أخطرهم ذلك النوع الذى ينتمى لنوعية الأعرابى الذى يستنكف أن يقول لا ادرى لدرجة انه قيل له : ما تقول، يرحمك الله، فيمن مات يوم الجمعة؟ أيعذّب عذاب القبر؟ قال : نعم، يعذّب يوم السبت !