تأكد للعديد من الحكومات أنها لا تستطيع أن تحل كل مشاكلها و أزماتها لوحدها، و أنه بات من الضرورة أن يسهم المجتمع المدني بمؤسساته من نقابات و جمعيات…في حل هذه المشاكل و كذا في تحقيق التنمية الاقتصادية و من ثمة المستدامة للحاق بركب الدول المتقدمة، باعتبار أن المشكل البيئي أصبح من المشاكل الكبيرة التي تؤثر على حياة الأفراد في الحاضر والمستقبل.
فالمجتمع المدني هو الذراع الأيمن للحكومات ليس فقط في عملية التنمية ولكن أيضاً في السعي إلى تعبئة موارد وطاقات معطلة سواء اقتصادية أم بشرية، وإشراك مختلف فئات المجتمع في هذه العملية وعدم ترك أحد خارجها عرضة للعوز والحرمان، وذلك بما يسهم به من دور فاعل بالمجتمع في مختلف ميادين تحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر، والعمل الخيري والثقافي والبيئي والاجتماعي والتعليمي ومحو الأمية .
كما تهدف العلمية إلى الاهتمام بالمجتمع المدني و كذا بمؤسساته لضمان تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة من جهة و الحفاظ على التوازن البيئي من جهة أخرى باعتباره الشريك الأساسي للحكومة و الذي يلعب دورا كبيرا في تحقيق التنمية بشكل عام.
ازداد نشاط مؤسسات المجتمع المدني النسائية بشكل ثابت ومستمر في العالم منذ السبعينات (رغم أن المنظمات والمؤسسات النسوية قد وجدت على مدى التاريخ). وقد شكل إقصاء واستثناء المرأة من الهياكل الحكومية الرسمية – وفي المناصب المنتخبة والمعينة – القوة الدافعة التي تكمن وراء مشارآتهن قياديات في المجتمع المدني . لذا، فإن الجهود التي تعزز وتشجع إشراك المجتمع المدني في عمليات السلام وفي الأنظمة الديمقراطية،
يمكن أن تترجم إلى أدوار أآبر للمرأة. ويستطيع المجتمع المدني أن يلعب دور “الباب الخلفي” للعملية عندما تسد الطرق في وجه المرأة للوصول إلى العملية السياسية الرسمية . إن “إذعان وخضوع المرأة له تاريخ طويل وهو متأصل وعميق الجذور في العمليات الاقتصادية والسياسية والثقافية. وما استطعنا أن نفعله خلال السنوات القليلة الماضية هو صياغة وتشكيل شبكات وحركات على مستوى العالم بأسره وتتكون منظمات المجتمع المدني من الهيئات التي تسمى المؤسسات الثانوية مثل الجمعيات الأهلية، والنقابات المهنية والعمالية، وشركات الأعمال، والغرف التجارية والصناعية، المؤسسات الخيرية، والجمعيات المدنية، والهيئات التطوعية، وجمعيات حقوق الإنسان، وجمعيات حقوق المرأة، والنوادي الرياضية، وجمعيات حماية المستهلك، وما شابهها من المؤسسات التطوعية.
و المقصود أن نطاق المجتمع المدني ينحصر في المؤسسات والمنظمات غير الحكومية التي يقوم نشاطها على العمل التطوعي، ومن ثمة فهو مجتمع مستقل إلى حد كبير عن إشراف الدولة المباشر. و بشكل عام كثيرة هي المصطلحات التي تتردد في الأدبيات والتي تتعلق بواقع منظمات المجتمع المدني مثل المنظمات الأهلية، والمنظمات غير الحكومية، ومؤسسات العمل الخيري، المؤسسات غير الربحية، والمؤسسات التطوعية، ومؤسسات العمل التطوعي. ولذلك فإن المنظمات غير الحكومية ليست محل اتفاق حتى بين الدول المتقدمة، ففي فرنسا يسمونها الاقتصاد الاجتماعي، وفي بريطانيا يطلق عليها الجمعيات الخيرية العامة، ويسميها الألمان الجمعيات والاتحادات، وفي اليابان مؤسسات المصلحة العامة، وتسميها الولايات المتحدة الأمريكية المنظمات التطوعية الخاصة، وفي معظم دول إفريقية يطلق عليها منظمات التنمية التطوعية.
ورغم اختلاف منظمات المجتمع المدني في تسمياتها وأشكالها، إلا أنها تتقاسم مع بعضها البعض في مجموعة من الخصائص الأساسية مثل كونها منظمات خاصة، وغير ربحية، ومستقلة، وتطوعية ، بحيث يملك الأفراد الحرية بالانضمام إليها أو دعمها.
أن منظمات المجتمع المدني ساعدت الدولة في مبادرات ومشروعات لتغيير حياة المصريين للأحسن على غرار مبادرات “نور حياة، بالهنا والشفا، برنامج أطفال بلا مأوى والذي أنقذ أكثر من 23 ألف طفل من خطر الشارع، تنمية الريف المصري وإعمار القرى الأكثر احتياجًا، قوافل الصندوق التي تصل لأقصى الحدود لتوفير الكساء والغذاء، والمبادرة المصرية لرعاية الأشقاء الفلسطينيين”، كما أوضح الفيلم أن الصندوق دائمًا في وقت الخطر حاضر ومشارك مع كل أجهزة الدولة.
أن الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص يتشاركون مع صندوق تحيا مصر لفتح أبواب الخير للوصول إلى 5 ملايين مواطن مستحق في كل محافظات مصر، وغيرها. كما أن الصندوق وفر لمريض الفشل الكلوي 217 ماكينة غسيل كلوي و400 كرسي في مرحلة جديدة من المبادرة الرئاسية، والتي قامت بإحلال وتجديد 3 آلاف و100 ماكينة غسيل كلوي بالتعاون بين الصندوق ووزارة الصحة، وكذلك توفير 500 حضانة للأطفال المبسترين”، أن الصندوق مستمر في الشراكة مع وزارة التضامن لرعاية 42 ألفًا من صغار الصيادين.
تساهم منظمات المجتمع المدني في التنمية المستدامة للمجتمعات. وهي تتمتع بالمعرفة الضرورية والهياكل التنظيمية. يتعاون المشروع مع منظمات المجتمع المدني من مختلف القطاعات في القرى والمدن. وهو يدعم بشكل أساسي قطاع التعليم. تهدف مجالس أولياء الأمور في المجتمعات إلى ضمان بيئة مشجعة على التعليم.
لكنها تفتقر في الكثير من الأحيان إلى المعرفة والهياكل التنظيمية لتنفيذ هذه المهمة بشكل فعال. وعبر جملة من الدورات التعليمية ينقل المشروع لمجالس أولياء الأمور المعرفة الأساسية والقدرات العملية. بالإضافة إلى ذلك فهو يشجع على تبادل المعرفة بين المنظمات التي تعمل داخل المجتمعات والمنظمات الوطنية والدولية. كذلك فإن المشروع يعزز منظمات المجتمع المدني على مستوى القاعدة الشعبية في مجال إعادة التدوير على سبيل المثال، والتي تنفذ مثلا فكرة تصنيع أدوات قابلة للاستخدام وقطع حلى من النفايات وبيعها. وفي إطار التعاون مع معهد غوته بالسودان يدعم المشروع المنظمات عبر نقل المعرفة وإنشاء شبكات التواصل مع المنظمات الوطنية والدولية بغية تبادل المعرفة.
يخطط المشروع لتنظيم زيارة تدريبية لألمانيا لممثلي المجتمع المدني. وسوف يتم في إطار هذه الزيارة معلومات حول التنظيم والإدارة في المؤسسات العامة. يقوم المشروع بتدريب المنظمات على مستوى القاعدة الشعبية، مثل مجالس أولياء الأمور، من المجتمعات الريفية والحضرية وكذلك من مختلف الخلفيات الاجتماعية. ويتم إنشاء شبكات تواصل بينهم وبين بعض وكذلك بينهم وبين المنظمات الوطنية والدولية بغية تبادل المعرفة. إنّ قدرة المواطنين على العمل معاً من أجل الصالح العام والمصلحة المشتركة – أي وجود مجتمع مدني يتّصف بالحيوية والقوة – هو أمر أساسي وحاسم للوصول إلى مجتمعات عادلة ومنفتحة ومزدهرة وشاملة للجميع. كما أنّ المجتمع المدني يعمل على تفعيل مشاركة المواطنين، وخاصة الشباب ضمن مجتمعاتهم، وهو الذي يُخْضِعُ الدولة والسوق إلى المساءلة، ويدعم المستضعفين في المجتمع ويدافع عن حقوقهم.
تأتى استمرارا للجهود التي تبذلها الدولة لتوفير حياة أفضل للمواطنين وتنفيذاً للمبادرة الرئاسية ” حياة كريمة ” التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لرعاية الأسر الأكثر احتياجا. يذكر أن صندوق تحيا مصر سجل 3 أرقام قياسية في موسوعة جنيس العالمية بعد تنظيمه لأكبر قافلة مساعدات إنسانية في العالم لدعم مليون أسرة أولى بالرعاية خلال فصل الشتاء، إذ تضمنت القافلة 480 شاحنة محملة بالمواد الغذائية الجافة، والدواجن، والملابس الشتوية، والأغطية، فضلًا عن توفير عددًا من أجهزة الغسيل الكلوي وحضّانات الأطفال المبسترين، وأطنان من المطهرات والكمامات للوقاية من فيروس كورونا المستجد.، صندوق تحيا مصر.
أن الصندوق يحاول تطوير أسلوب تقديم خدمات الرعاية، مضيفًا أن الأمم المتحدة استعرضت تجربة صندوق تحيا مصر في تنظيم أكبر قافلة مساعدات غذائية في العالم، والتي حصدت 3 أرقام قياسية بموسوعة جينيس العالمية، مؤكدا أن الصندوق يبحث فكرة التنمية الاجتماعية والرعاية الطبية، من حيث احتياج الأهالي إلى الخدمات المختلفة، وتوفير ما يسمى بـ”القافلة الشاملة”، التي تضم مختلف الخدمات، وأن صندوق تحيا مصر يعمل بشكل علمي ومنظم.
دكتور القانون العام والاقتصاد
وخبير امن المعلومات
وعضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان