قلت له : تعب القلب، فمتى الوصول ؟؟
قال شيخي : طهر قلبك يا ولدي ، فكلما طهر القلب رقّ , فاذا رقّ راق , واذا راق ذاق , واذا ذاق فاق , واذا فاق اشتاق , واذا اشتاق اجتهد , واذا اجتهد وصل
قلت له : وكيف تستريح الروح وتأنس قبل الوصول
قال شيخي : الروح تستريح بالروح، فهناك أرواح تتآلف لأنها تعارفت في عالم ما قبل العالم، أولئك الذين تقبلهم عينك ويأنس بهم قلبك، يبدأ بينكما الكلام، وكأنكما تستأنفان حديثا بدأ منذ زمن طويل، أحدهم يكون نسخة فريدة، غير قابلة للتكرار، تطابقت معك حتى تظن أنكما روح واحدة، بثت في جسدين منذ الخلق الأول، قد تلقاه في الوقت المناسب فتسعد بجنة الدنيا، وتسعى معه لجنة الآخرة، وقد تلقاه في وقت غير مناسب فتسعد بمجرد أنك لقيته، فملأ فراغا لا يملؤه غيره، وتمضي بذكرى الثبات والعفاف؛ مهرا للقبول .
قلت : وهل اللقاء نصيب مكتوب ؟؟
قال شيخي : هون عليك يا ولدي فقد لا تلقاه أبدا، وتحيا عمرك تبحث عنه مهما كان من زحام حولك، حتى تكتمل هناك .
قلت : أين؟؟
قال شيخي : في الجنة يا ولدي.