لكل منهم معي مجموعة من المواقف والحكايات، ربما تحكي جوانب لم يطرقها كثيرون ممن سطروا المقالات والتقارير رثاء للفرسان الثلاثة، الذين انتقلوا إلى دار الحق، تاركين لنا ذكريات وحوارات وآراء حول مشوارهم في الحياة.
ربما لا يتسع الوقت وتضيق العبارات الآن، لاروي تلك القصص المختلفة مع ثلاثتهم رحمهم الله، لكن مع اختلاف القصص والتفاصيل، فالمشاعر واحدة، والم الفقد واحد .
ابراهيم حجازي، المقاتل، النبيل، المهني، الموهوب، متقد الذهن، رقيق المشاعر رغم عصبيته الشديدة، كانت بدايتي الصحفية معه، في الطابق السابع من مبنى الأهرام القديم، ورغم عدم استمراري في “الاهرام الرياضي” التي أسسها، وكان يرأس تحريرها، إلا أن علاقة من نوع خاص استمرت بيننا، منذ أن قدمني له فارس الصحافة الرياضية ووالد زوجته نجيب المستكاوي رحمه الله .
وائل الإبراشي، الصحفي الموهوب، المختلف عليه دائما، تزاملنا في السكن، مع موهوب آخر هو الكاتب الجميل محمد الحمامصي، خلال بداياتنا المؤلمة للدخول إلى بلاط صاحبة الجلالة، في غرفة متواضعة بمنطقة سوق السلاح.
احمد الحجار، الحزين دائما، الموهوب بلا حدود، تشاركنا لعبة الدومينو على مقهى بمنطقة العجوزة، وجلسات مطولة بشقته بالسادس من أكتوبر.
علاقات افرزت مواقف، وذكريات أنتجت ابتسامات ودموع، إنتصارات وانكسارات، رحل الثلاثة خلال أيام، بينما تبقى أيامهم معي، تنتظر أن أحكي بعضا من تفاصيلها، وحتى ارويها، نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة والسلام.