حرية الرأي لايجب أن تكون مبررا لمحاولات التشكيك في ثوابت العقيدة .. هذه الجملة أوجهها لمن رفعوا هذا الشعار في الأيام الأخيرة وتمادوا واعلنوارفضهم لما اسموه تكميم الأفواه .. وأؤكد لهم أن هذا حق يراد به باطل .. والكلام في الأمور الدينية يجب أن يكون من متخصصين ومعتدلين ووسطيين لا يبغون إلا صلاحا .. أما غير المؤهلين لذلك فعليهم أن يعرفوا أن الدين لا يجب أن يكون مادة للحديث والفتاوى بغير علم ولا سند .. والا سيقعوا تحت طائلة القانون الذي سيلاحقهم بتهمة ازدراء الأديان .. ومنذ ايام أيدت المحكمة الإدارية العليا فصل فنان سخر من إسراء النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) .. ومن المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام .. وقالت المحكمة في قرارها إنها تؤيد فصل فنان بالبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية التابع لوزارة الثقافة من الخدمة لأنه سخر من إسراء النبي محمد، وازدرى الدين الإسلامي، كما أساء لزوجات النبي في مسرحية من تأليفه وأساء لنبى الله عيسى وأمه البتول مريم بنت عمران .. وشهدت الأيام الأخيرة جدلا حول الإسراء والمعراج لم يكن له أي داعي وليس من اللائق انه كلما يقترب موعد هذا الحدث الإلهي البديع يخرج علينا شخص يشكك فيه وقد أصبح الجدل موسمي رغم أن الرد واضح وهو أن رحلة الإسراء والمعراج حَدَثت قطعًا؛ لأنَّ القرآن أخبرنا بذلك، ولا يجوز إنكارها بحال من الأحوال؛ فقال عزَّ وجلَّ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1] .. أَمَّا ثبوت المعراج؛ فيدل عليه قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم: 13 – 18]، والمقصود رؤية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لجبريل في المعراج .. والإسراء حَدَث بالروح والجسد؛ لأنَّ القرآن صرَّح به؛ لقوله تعالى: ﴿بِعَبْدِهِ﴾ والعبد لا يطلق إلَّا على الروح والجسد .. و ما يراه البعض من أَنَّ المعراج كان بالروح فقط.