فى كتابه الرائع “العادة الثامنة” كتب المفكر الأمريكى الشهير “ستيفن كوفي” عن طريقتى التفكير السائدتين فى حياتنا، وهما طريقة تفكير الوفرة، وطريقة تفكير الندرة.. وأرى أنه من المهم أن نلقى الضوء عليهما لأن الإلمام بهما سيساعد كل إنسان على تغيير نظرته فى الحياة لتكون بصورة أفضل.
1- (عقلية الوفرة.. Abundance Thinking):
هي أن تؤمن أن هناك فرصًا تكفي الجميع، وخيرًا يكفي كل مخلوق في هذه الدنيا.. فلست بحاجة أن تخسر أحدًا أو تؤذي أحدًا حتى تكسب أنت.
2- (عقلية الندرة.. Scarcity Thinking):
وهي أن تؤمن أن الخير والفرص محدودة (إما أن تأخذها أنت أو يأتي أحد غيرك ليأخذها)؛ ولابد أن يكون هناك فائز واحد.. فالحياة كلها صراع وتنافس.
وهنا يبرز السؤال الهام:
أي عقلية هى التى يمكن أن تجعلك تعيش بهدوء وطمأنينة وسلام؟.
والإجابة بكل تأكيد هى “عقلية الوفرة” لأن الله سبحانه وتعالى جعل الخير وفير ويفيض عن حاجة الجميع.
فالذين يفكرون بعقلية الندرة تجدهم:
- يخافون أن ينجح الآخرون.
- يخافون أن يمدحوا الآخرين.
- لا يشاركون في أى معلومات ولا معرفة، لأنهم يظنون أن غيرهم إذا نجح فهم إذًا خاسرون.
- يخافون أن يعلم الناس كيف نجحوا وكيف تطوروا ؛ لأنهم يخافون أن يأخذ الناس مكانهم.
أما الذين يفكرون بعقلية الوفرة فتجدهم:
- هادئين مطمئنين.
- لا تهددهم نجاحات الآخرين، بل يطرون على نجاحاتهم ويثنون عليهم.
- يشاركون الناس تجاربهم وخبراتهم ومعلوماتهم.
لذلك فإن من يفكر بعقلية “الوفرة” يرى دائمًا أن الفرص كثيرة ومتكررة، أما من يفكر بعقلية “الندرة” فهو يرى أن ضياع الفرصة يعني ضياع مستقبله.
وغالبًا ما يفكر الحاسد والحاقد بعقلية الندرة، فهو ينظر إلى الفرص التي تأتي للآخرين وكأنها الفرصة الأخيرة، أو أنها ستكون سببًا في ضياع فرصته، فيبدأ بالحسد والبغض.. بينما من يفكر بعقلية الوفرة فهو يسأل الله الرزق الوفير والبركة للجميع.
إن من يفكر بعقلية الوفرة تجد الحياة والعمل معه متعة وطمأنينة فهو يسعى لمنفعة كل من حوله.
بينما صاحب عقلية الندرة تجده يسعى لصالح نفسه وحسب، لذلك فهو أناني الطباع، بخيل العواطف والعطايا.
وأرجو أن ننتبه أنه فى بعض الأحيان وبدون أن نشعر قد يبدأ الشيطان فى دفعنا نحو التفكير بعقلية الندرة.. والحل هنا أن نحرص دائمًا على تقوية علاقتنا بالله عز وجل.. وأن نرفع من مستوى إيماننا لندرك أن الأرزاق قد وزعت بالعدل، ولن يموت أى إنسان قبل ان يأخذ كامل رزقه الذي قدره الله له.