اولاً القران الكريم ورعاية الحيوان
كثير من الأطفال تسيء المعاملة مع الحيوانات، لكنها لا تعلم أن هؤلاء أرواح ووردت العديد من الآيات القرآنية التى تحث على الرفق بهم وحسن معاملتهم ورعايتهم لما له من فوائد لا تعد ولا تحصى بدءاً من تحقيق التوازن في الطبيعة إلى الاستفادة من بعضها كوسيلة نقل أو استخدامه طعاماً, وأمرنا بالرفق والرحمة بمخلوقات الله اقتداءً بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ويحوي القران الكريم العديد من الامثله والتوجهيات حول كيفية التعامل مع الحيوان. فنجد في سورة الانعام الاية 38: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ. وتصف الاية ان جميع الحيوانات تعيش بطريقة وضعها الله لهم في مجتمعات تحت طاعه الله وطاعه قوانين الله في الارض. وفي سورة النور الايه 41: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ. وفي سورة الرحمن الاية 10: وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ.
ثانيا: دور الوالدين وتوعية الأبناء كيفية التعامل مع الحيوانات
يختلف السلوك تجاة الحيوانات من طفل إلى آخر ولا يمكنك توقع تصرفه قبل رؤية ما سيفعله، لذا من المهم جداً تعليمه كيفية التصرف والتعامل مع الحيوانات بمختلف أنواعها، وهنا يأتي دور الوالدين لنهيه عن إيذاء الحيوان بغض النظر عن حجمه أو شكله، فالعطف على الحيوانات إن كان حيوانك الأليف أو الحيوانات الأخرى ورعايتهم من قبل طفلك في سن مبكرة؛ سوف يغرز لديه محبة الآخرين والاعتناء بمن حولهوهنا بعض النصائح التي يجب عليك تجربتها مع أطفالك لتعلمهم السلوك الصحيح والتعامل السوي مع الحيوانات:
كن قدوةً لطفلك في كيفية التعامل مع محيطه، فالطفل يبدأ التعلّم من والديه أولاً، يراقب تصرفات الكبار من حوله، ويقلّد سلوكهم، لذا يجب أن تكون حذراً في التّصرّف أمامهم أثناء تعاملك مع الحيوانات، فهي أفضل طريقة لجعل الأطفال رحيمين وعطوفين مع الحيوانات، وكيفية مداعبتها واللعب معها.
طرق التعامل المثلى مع الحيوانات من خلال ضع قواعد حازمة وخطوط حمراء لطفلك عند تعامله مع الحيوان، ثم اشرح له سبب أهميتها، ومن هذه القواعد والنصائح التي يجب تلقينها لطفلك هي:
-لا تسحب أذني الحيوان أو ذيله. -لا تضرب أو تحاول دعس حيوان، قد يشعره بالخوف والذعر من الحيوان بسبب تصرفهم. -عدم الاقتراب من الحيوان عندما يهسهس أو يكون غاضباً.
مراقبة طفلك أثناء تعاملة مع الحيوانات بشكل مباشر وذلك لتصحيح أي سلوك خاطئ قد يصدر عن الطفل أو يُشعر الحيوان بالتهديد واملي على الطفل كيفية التصرف بهدوء.
اظهار أفضل الطرق لمداعبة الحيوان الأليف وهى من أفضل السلوكيات التي قد تساعد الأطفال في تعاملهم مع الحيوانات هو كيفية الاقتراب من حيوان، فعليه أن يكون هادئاً ويتكلم بهدوء حتى لا يشعر الحيوان بالخطر. أو أن يمد الطفل يده ويداعب الحيوان على رأسه أو يلمس صدره، ولكن يجب أن يتم الأمر تحت مراقبة الوالدين أو شخص بالغ.
عدم الأقتراب من الحيوانات وهى أهم الأمور الهامة التي عليك تلقينها لأطفالك ألا يقتربوا من الحيوان في حالات معينة، على سبيل المثال عندما يكون الكلب غريباً متشرداً وتبدو عليه أمارات العداء.
التشجيع على السلوك الصحيح بتحفّيز طفلك بعبارات التشجيع وكلمات المديح عند إبداء السلوك اللطيف تجاه الحيوانات، مدح سلوك الأطفال عندما يبدون الصبر والعطف على الحيوانات سيعزز السلوك الإيجابي لديهم وسيمنحهم ثقة أكبر بأنفسهم.
التصرف الصحيح عندما يشعر بالخوف من الحيوان بأن يبقى هادئاً ويتوقف عن الحركة كي لا يشعر الحيوان بخوفه مما يهيج الحيوان وقد يهاجمه.
طرق تقديم المساعدة للحيوانات من خلال تدريب الأطفال لمساعدة الحيوانات مما يمنحهم الإحساس بالمسؤولية وأهمية عملهم، ومن هذه الطرق العطف على الحيوان وإطعامه وسقايته.
إقتناء حيواناً أليفاً إلى المنزل كالقطط والكلاب والسلاحف والطيور مع جعل طفلك على احتكاك مباشر معه، لكي يميّز السلوك الصحيح من الخاطئ من خلال التجربة، وفي حال أراد الاحتفاظ به لا ترفض، بل شجعه على هذا القرار. في حال كان طفلك معرّضاً لخطر الإصابة بالحساسية استشر الطبيب البيطرى المختص.
ضرورة فحص وتحصين حيوانك الأليف بمراكز رعاية الحيوانات قبل إقتنائة للتأكد من سلامتة وخلوة من الأمراض المعدية والأمان في التعامل معة .
عدم تشجيع إقتناء الحيوانات البرية لشراستها وسلوكياتها وعدم معرفة مصدرها.
تولى مسؤولية العناية بالحيوانات لكن تحت إشراف شخص بالغ كأن يقوم بتقديم الطعام والماء للحيوانات أو مشاركتهم اللعب والمشي بجوارهم ولكن بحب ومودة مما يساعد الطفل في كسب الثقة بنفسه في كيفية التعامل مع الحيوانات بدون خوف .
تشجيع التعلم عن الحيوانات من خلال الكتب المدرسية والبرامج التلفزيونية والأفلام، كأن تسميهم بأسماء بسيطة وتكلم عن صفات ذلك الحيوان وما الذي يجعله فريداً ومتميزاً عن غيره، أضف المزيد من المعلومات عن هذا الحيوان مثل: موطنه وماذا يأكل وكيف تتم العناية به، ومع تقدم الطفل بالعمر احضر له قصصاً عن الحيوانات ليقرأها بنفسه.
القيام برحلات إلى حدائق الحيوانات والمنتزهات والمحميات الطبيعية والمزارع، وهذه الرحلات ستكون مفيدة لجميع أفراد الأسرة.
ثالثا: أهمية تعليم الطفل الرفق بالحيوانات
قد تبدو مسألة الرفق بالحيوان نوعاً من الترف الاجتماعي بالنسبة للبعض، لكن ما يجب أن تعرفه أن تعليم الأطفال الرفق بالحيوان هو جزء أساسي من تربيتهم على احترام بيئتهم التي يعيشون فيها بكل عناصرها، بل أن السلوك العدواني الذي يبديه بعض الأطفال تجاه الحيوانات قد يكون مؤشراَ خطيراً على اضطرابات الشخصية وأبرزها اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، ويمكن تلخيص أهمية تعلم الطفل الرفق بالحيوان:
احترام البيئة التي يعيش فيها الطفل فالرفق بالحيوان هو من مظاهر التأقلم مع البيئة التي نحيا بها، وضبط أساليب التعامل مع هذه البيئة، كما أن الرفق بالحيوان ينّمي عند الطفل نزعة الحفاظ على عناصر البيئة الطبيعية المهددة أكثر من أي وقتٍ مضى.
التعسّف وإستخدام القوّة في تعذيب الحيوانات هو تعبير عن القوة التي يمتلكها الإنسان، وتربية الطفل على الرفق بالحيوانات يعني تربيته على ضبط استخدام القوة والتفوّق الفكري والبدني بشكل أخلاقي وإنساني، فليس كل من يملك سوطاً يجب أن يكون جلّاداً.
العطف والتعاطف فى التعامل مع الحيوانات الأليفة من الأساليب الجيدة لتنمية التعاطف عند الطفل، كما أن بعض الأطفال الذين يمرّون بصدمات نفسية يحتاجون لوجود الحيوانات الأليفة في حياتهم كجزء من العلاج.
تنمية الشخصية من خلال الطريقة التي يتعامل فيها الطفل مع الحيوانات ومع كل بيئته المحيطة لا تتجزأ عن نمو شخصيته ومفاهيمه ومنظومته الأخلاقية، والرفق بالحيوان تنطبق عليه القاعدة التربوي “لا يكفي أن تتجاهل ذكر السلوك السلبي ما دام الطفل لم يلجأ إليه، بل يجب أن تعزز السلوك الإيجابي وتعزز كره الطفل للسلوك السلبي”.
تنمية المعرفة بعالم الحيوان وهو عالم غني بالمعلومات المفيدة والشيّقة، لكن إن لم يكن الطفل قادراً على احترام الحيوانات والتعامل معها بلطف لن يتمكن من اكتشاف أسرار هذه العالم أو الاستفادة منها
رابعا: الأباء كقدوة لأطفالهم في الرفق بالحيوان
يجب أن تكون القدوة الأولى لطفلك كونك أباً أو أمّاً ومثله الأعلى دوماً، لذا فمن أفضل الطرق التي يمكننا من خلالها تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الحيوانات هي أن نظهر لهم سلوكيات العطف واللين تجاه الحيوانات. فالطفل مراقب دقيق ويلاحظ السلوكيات بتفاصيلها الصغيرة ثم يحاول تقليدها، يتعلم بسرعة ونهم وغالباً ما يكتسب المعرفة من سلوك والديه صحيحاً كان أم خاطئاً. ولكي تكون قدوة حسنة لطفلك اجعله يراقب تصرفاتك مع الحيوانات، كأن تقدم المساعدة لحيوان جريح أو تطعم قطةً جائعة أو تسقيها. هذه الطريقة رائعة للأطفال لتنمية مهاراتهم العقلية ونمو ذكائهم العاطفي، فيتعلمون كيف يكونوا عطوفين ورؤوفين مع الحيوانات وكيفية الاقتراب منها وكيفية مداعبتها.وأخيراً.. تطرقنا في المقالة عن كيفية تعليم الأطفال الرفق بالحيوان وأهمية تربية الطفل على الاهتمام بالحيوانات والعطف والرفق عليها دينياً ومدى تأثير ذلك على شخصية الأطفال وأخلاقياتهم ومبادئهم في المستقبل.
.
كاتب المقال ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-مؤسس كلية
الطب البيطرى جامعة عين شمس ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان استاذ وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية- اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير التغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية