في تلك الليلة كانت تجلس بمفردها في حديقة المنزل وقد لمحها رجل من بعيد، سار تجاهها، أشار إليها, طلب منها كوب ماء، أجابته ومنحته إياه، نظرت إليه فتعجبت من وسامته حيث كان يقف بجوار جواده ولن يظهر من ملامحه بأنه مسكين أو عابر سبيل..
سألها: من أنتِ ومَنْ يقطن معكِ، استنشقت البكاء من مشاعرها، أجابت:
كانت ترافقني أسرتي سابقا، الآن وِحدتي هي كل دنيتي، صار بحياتي فجأة ما لن يطرأ على خاطري أو بخيالي، جميع أرحامي غابوا عن دربي لبساطتي وفقري، داعبني القدر بفراق ووفاة رفيق عمري..
ما ذنبي، ما زالت أنفاسي تحاول وصالهم لكنهم قساة بقلوبهم، سئمت وعانيت من غلظة أرواحهم..
الآن كما تراني، الصمت تملك من وجداني، رسمت الوفاء بأقلامي ومن أزهار الجنة عالم نثرياتي ..
دنا الرجل من روحها، لملم بأنامله شجن غربتها..
همس لمشاعرها: هل تقبلينني رفيق عمرك، مِثلكِ أنا وحيد، لمست حنانكِ من أولِ همسة، سأظل وسأبقى حبيبك أبد الزمان والدنيا..
لمس وجنتيها، داوى آلامها، عانق أحاسيسها، ارتشف من نظراتها قبلات هيل عينيها..
قصة قصيرة
hohooamgad@gmail.com