كتب عادل احمد
الحفاظ على الموروث التقليدي جزء من الحفاظ على الهُوية الوطنية بسلطنة عُمان، والحاجة إلى تكريسها ونقل حمولاتها من جيل إلى آخر. وعلى مدى العقود الماضية نجحت سلطنة عُمان في الحفاظ على مواريثها التقليدية واستطاعت أن تجعل تلك الموروثات مصدر اعتزاز وفخر لدى العماني.
وخلال الأيام الماضية شهدت الساحة العمانية تنظيم ثلاث فعاليات مرتبطة في جزء كبير منها بالموروث التقليدي الذي استطاع مع الوقت أن يكيف نفسه مع متطلبات المرحلة، فلم تعد مجرد استعادة لموروث تقليدي في سياق تكريسه للاعتزاز به والتفاخر ولكنه تحول إلى سياق اقتصادي مربح استطاع أن يصنع أسواقه بكل تجلياتها وأدواتها.
بدأت الفعاليات الثلاث بـ”مهرجان البشائر للهجن” ثم “مهرجان سيف الاتحاد” ثم “سباق الخيل السنوي للخيالة السلطانية” وثلاثتها مهرجانات كبرى تشكل علامة فارقة في مجالها ليس على المستوى المحلي فقط ولكن على المستوى الخليجي.
ورغم أهمية ما تمثله هذه الفعاليات في سياقها الثقافي لكنها تجاوزت ذلك بمراحل بعيدة ويمكن فهم هذا الأمر حين رصد القيمة الإجمالية للتجارة المرتبطة بالهجن والخيول في السلطنة والتي تكون في العادة مرتبطة بهذه السباقات. الأمر يتجاوز عشرات الملايين من الريالات في السباق الواحد ما يدل على أن هذه السباقات تجاوزت مجرد سياقها الثقافي، رغم أهميته، لتدخل ضمن السياق الاقتصادي.
وما دامت الهجن العمانية من بين أهم سلالات الهجن في المنطقة فإن إقامة مثل هذه السباقات التي تنشط على هامشها أو نتيجة لها حركة البيع فيمكن أن تتحول إلى ما يمكن أن يشكل قيمة مضافة حقيقية لفئات كثيرة من المجتمع المنخرطة في مثل هذه «الصناعة» بطريقة أو بأخرى.
إن مهرجان سباق الخيل السنوي يدعو إلى طرح فكرة التسويق السياحي لمثل هذا المهرجان كما هو الحال في مهرجانات مماثلة في العالم حيث يخرج السباق من مجرد تظاهرة محلية ليكون تظاهرة دولية يروج لها سياحيا وتشد لها الرحال من دول كثيرة مثل سباق “جراند ناشيونال” و”سباق وندسور” و”رويال أسكوت للخيول” في بريطانيا حيث يصاحبها تظاهرات سياحية عالمية.