اليوم هو أول أيام عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعلى مصر والأمة العربية والاسلامية بالخير والبركات وقد شرع الله الاحتفال والفرحة والابتهاج بأيام العيد وإدخال السرور والسعادة علي الأسرة و العائلة والأقرباء والجيران والتواصل على الخير والتسامُح والبِرّ والإحسان وصِلة الأرحام وإكرام الفقراء والعَفو والصَّفح حتى تكتمل الفرحة ، حيث قال الله تعالى في كتابه (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
ويجب في هذه المناسبة السعيدة ألا ننسى مد يد المساعدة بما فتح الله للمحتاجين والفقراء والمساكين واليتامى والمرضى الذين أقعدهم المرض ولا تتوافر لديهم القدرة على توفير العلاج حتى لا يشعرون بالحرمان والنقص ونشر الفرحة والراحة في قلوبهم وعلى كل مسلم ان يبذل ما تجود نفسه بالخير ولو بالقليل، وذلك بإخراج الصدقات او الطعام او الملابس الجديدة والهدايا وتوزيعها علي كل المحتاجين عن طيب خاطر ونفس راضية وعليه ان يعي ان ذلك هو أفضل استثمار في المستقبل وفي نفس الوقت لن ينقص من ماله شئ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف «ما نقص مال من صدقة» ويجب أيضا ألا ننتظر سؤال المحتاجين ، ولكن لابد من الذهاب إليهم في منازلهم للستر عليهم وحفظ ماء وجوههم وكرامتهم لان من الكرامة المحافظة علي كرامة الآخرين والله يكفينا تقلب الأحوال وشر الحاجة وذل السؤال.
وليعلم الجميع أن إخراج الصدقات ومساعدة المحتاجين غير أنها تطهر القلب وتنال رضا الله الا أنها تعمل علي استقرار المجتمع وتماسكه لأنها تنشر المحبة والسرور والإخاء بين كافة الطبقات والفئات المجتمعية لان الوطن مثل الجسد الواحد كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى.