الأحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة (WMBD) هو حملة توعية تسلط الضوء على الحاجة إلى الحفاظ على الطيور المهاجرة وموائلها في 14 مايو و8 أكتوبر 2022 كل عام (موسم الذهاب والعودة للطيور المهاجرة سنوياً) وهى الأيام الرئيسية للاحتفالات الدولية السنوية. ويهدف إلى لفت الانتباه إلى التهديدات التي تواجه الطيور المهاجرة وأهميتها البيئية وضرورة التعاون الدولي للحفاظ عليها من تلك التهديدات.
ولذلك يتم الاحتفال باليوم العالمى للطيور المهاجرة مرتين سنويًا في يوم السبت الثاني من شهر مايو وأكتوبر. ويسلط الضوء بشكل أساسى على التهديدات التي تواجه الطيورأثناء الهجرة، والأهمية البيئية للطيور في التوازن الطبيعى، وضرورة التعاون الدولي لمختلف منظمات حماية البيئة للحفاظ على الحياة البرية. وسيكون التلوث الضوئي كأحد التهديدات كمحور تركيز حملة اليوم العالمي للطيورالمهاجرة 2022.
وتم اختيار الشعار الرسمي لنسخة 2022 من حملة اليوم العالمي للطيور المهاجرة التي تدعمها الأمم المتحدة تحت شعار “خفت الأضواء للطيور في الليل!”. وتم إطلاقه في عام 2006 بتنسيق من هيئة الأمم المتحدة للبيئة، يتم الاحتفال به سنويًا. يهدف إلى الحفاظ على الطيور المهاجرة وموائلها حول العالم.
إن التلوث الضوئي سيكون محور تركيز حملة اليوم العالمي للطيور المهاجرة فى 2022. حيث يتزايد الضوء الاصطناعي على مستوى العالم بنسبة 2 في المائة على الأقل سنويًا ومن المعروف أنه يؤثر سلبًا على العديد من أنواع الطيور. يعد التلوث الضوئي تهديدًا كبيرًا للطيور المهاجرة ، ويتسبب في حدوث ارتباك عند طيرانها ليلاً ، مما يؤدي إلى اصطدامها بالمباني ، أو إزعاج ساعاتها الداخلية ، أو التدخل في قدرتها على القيام بالهجرات لمسافات طويلة.
وتنتقل عدة أنواع من الطيور من منطقة في العالم إلى أخرى مع التغير في الفصول. تطير الطيور عبر آلاف الأميال غالبًا في أسراب إلى مناطق ذات ظروف بيئية مناسبة لإطعامها أو تكاثرها قبل ان تعود لأماكنها الأصلية. تهاجر الطيور باتباع أنماط مختلفة حيث تهاجر بعض الأنواع إلى الشمال لفصل الشتاء بعد التفريخ في المنطقة الجنوبية من إفريقيا بينما تهاجر أنواع أخرى إلى ارتفاعات مختلفة على طول الجبل حسب الموسم. يغطي الخرشنة في القطب الشمالي أطول مسافة بين جميع الطيور المهاجرة لأنها تسافر لأكثر من 44000 ميلًا سنويًا. قررت الأمم المتحدة ، في عام 2006 ، أن يتم الاحتفال بعطلة نهاية الأسبوع الثانية من شهر مايو من كل عام باعتباره اليوم العالمي للطيور المهاجرة.
هجرة الطيور في مصر
وتتميز مصر بموقعها الفريد كأعظم مسارات الهجرة عالميًا، فقد منح الله مصر موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا، حيث يمر خلالها مسار الأخدود الأفريقي العظيم، وهو ثاني أكبر مسار لهجرة الطيور في العالم، يمر بها سنويا أكثر من 2 مليون طائر ينتمون لأكثر من 500 نوع، بينهم 37 نوع من الطيور الحوامة، وذلك في فصلي الخريف والربيع، حيث يهاجر أكثر من 2 مليون طائر سنويا خلال هذا المسار، بينهم أكثر من 1.2 مليون طائر جارح، و500 ألف لقلق أبيض، و66 ألف بجعة، ومن بين تلك الطيور هناك ستة عشر نوعًا من الطيور المهددة بالانقراض نتيجة لعدد كبير من الأسباب.
وتتميز الأراضي المصرية ببيئة صالحة لحياة الطيور المهاجرة، لذلك هناك 34 موقعًا يضم البيئات الأساسية، ففيها الأراضي الرطبة والجبال عالية الارتفاع، ووديان الصحراء والمسطحات الشاطئية والجزر البحرية، أهم تلك المواقع بحيرة البردويل، وادي الريان، جزيرة الزبرجد، جنوب مرسى علم، القسيم، الزرانيق ببحيرة البردويل في شمال سيناء، وادي النطرون، جزر سيال بالبحر الأحمر، جنوب النيل، جزر روابل بالبحر الأحمر، البحيرات المرة بالقرب من قناة السويس، خزان أسوان، نبق على خليج العقبة، السويس، بحيرة المنزلة، بحيرة ناصر، جبل علبة، جبل الزيت، بحيرة البرلس، جزر الغردقة، سهل القاع بجنوب سيناء، بحيرة ادكو إحدى البحيرات الشمالية المصرية، جزيرة تيران، رأس محمد، بحيرة مريوط، جزيرة وادي الجمال، جبل مغارة، العين السخنة، بحيرة قارون.
أما عن الخريطة التي تتبعها تلك الطيورالمهاجرة كل عام في مصر، فهي تأتى من أوروبا إلى شرق آسيا مرورا بالبحر الأحمر في مصر، فمسار تلك الهجرة ويسمى طريق الوادي المتصدع وخاص “للطيور البرية الكبيرة الحجم اوالحوامة “ويعتبر من أضخم المسارات في العالم، خاصة وأنه يربط بين مواقع التعشيش في أوروبا ومناطق التشتية في أفريقيا للطيور المهاجرة، وتتخذ في ذلك 5 نقاط رئيسية، وهى السويس، العين السخنة، سهل القاع، جبل الزيت، رأس محمد، ثم تستمر الطيور في رحلتها جنوبا إلى شرق وجنوب إفريقيا، قبل أن تعود من جديد بنفس مسار الرحلة، أهم تلك الطيور الصقور والنسور والبجع واللقالق التي تصل أعدادها إلى 37 نوع، بالإضافة إلي “الطيور المائية” التي تصل إلى 255 نوع، من خلال مسار البحر المتوسط وخاصة منطقة زرانيق بالعريش شمال سيناء.
تاريخ اليوم العالمي للطيور المهاجرة
وقعت 65 دولة من أفريقيا وأوراسيا على معاهدة مستقلة يشار إليها باسم اتفاقية الطيور المائية الأفريقية الأوروآسيوية لتعزيز التعاون في الحفاظ على أنواع الطيور التي تهاجر على طول الممر الجوي الأوروبي الأوراسي. زاد نطاق المعاهدة ليشمل المزيد من المجالات مثل الأرخبيل الكندي. يغطي الاتفاق 254 نوعًا من الطيور المهاجرة ودخل حيز التنفيذ في 1 نوفمبر 1999. يجب أن تفي الأنواع المشمولة بالمعاهدة بمعايير محددة ؛ يجب أن تكون الأراضي الرطبة حيوية في دورات حياتها وخلال الهجرة يجب أن تعبر الحدود الدولية. جميع الدول الأطراف في المعاهدة حظرت استخدام الرصاص في مناطق الأراضي الرطبة لتجنب التسمم بالرصاص. ساعدت الصفقة على زيادة الوعي حول طرق هجرة الطيور الدولية ، وأعلنت الأمم المتحدة اليوم العالمي للطيور المهاجرة للمساعدة في زيادة الوعي العام.
تقدم الأمم المتحدة كل عام موضوعًا للأحداث الرسمية التي تحتفل باليوم. عقدت 118 دولة حول العالم فعاليات للاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة. تقام العديد من الأحداث في هذه البلدان ، مثل تنظيم المعارض التي يتعلم الناس من خلالها مسارات الطيور المهاجرة. وتحظى مراقبة الطيور أيضًا بشعبية في جميع أنحاء العالم ، حيث يأمل الأشخاص في إلقاء نظرة على الطيور المهاجرة وهم يشقون طريقهم عبر المنطقة. نظرًا لأن المناطق المختلفة تشهد ذروة الهجرات في أوقات مختلفة ، فقد تختلف أفضل الأوقات لمشاهدة الطيور وفقًا للمنطقة. يتم تشجيع المنظمات خلال اليوم على تبني ممارسات تجارية مستدامة لضمان عدم دفع أنواع الطيور إلى الانقراض من خلال فقدان موائلها. وحث الشركات على أن تضع في اعتبارها كيفية استخراج الموارد حتى لا تدمر الموائل الطبيعية.
حفظ الطيور المهاجرة
تشكل الطيور المهاجرة جزءًا لا يتجزأ من النظام البيئي العالمي ويجب حمايتها من خطر الانقراض. تصنف عدة أنواع من الطيور المهاجرة على أنها مهددة بالانقراض مثل جزيرة الباتروس في أمستردام ورافعة سيبيريا. ومن بين التهديدات الرئيسية التي تواجه الطيور المهاجرة انتشار الأمراض وتأثير الأنشطة البشرية المدمرة عليها. وتدمير مواقع التكاثر يقلل من عدد الأماكن المتاحة للطيور لتكاثر المزيد من المخاطرة بسكانها. ولذلك تعمل العديد من المنظمات الدولية المختصة بالحياة البرية مثل جمعية غرب إفريقيا لدراسات الطيور وجمعية الطيور العالمية على حماية الطيور المهاجرة من خلال زيادة الوعي بين الناس. وتعمل تلك المنظمات أيضًا على القضاء على التهديدات المباشرة وغير المباشرة التي تواجه مسارات الطيور المهاجرة.
بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان استاذ وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية- اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير التغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية -رئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم