كتب عادل يحيى
في إطار جهود وزارة الأوقاف المصرية في نشر الفكر الوسطي وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الفكر المتطرف، عُقدت المحاضرة الثانية الاثنين 16/ 5/ 2022م ضمن فعاليات دورة اتحاد الإذاعات الإسلامية المنعقدة بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين بحضور د. أشرف فهمي مدير عام الإدارة العامة للتدريب بوزارة الأوقاف، وألقى المحاضرة الثانية أ.د/ أحمد بهي الدين نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب بعنوان : “البناء الثقافي”.
وفيها وجه أ.د/ أحمد بهي الدين نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الشكر للأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على اهتمامه بعقد هذه اللقاءات الفكرية والتثقيفية، كما قدم الشكر لإدارة الأكاديمية على التنظيم الجيد، مؤكدًا على أهمية الاستفادة من الاستثمارات الثقافية، خاصة لمن يقوم بمهمة مخاطبة الآخرين في عالم سريع التغير، مع أهمية مراعاة المصطلحات وتغيرها عبر العصور والثقافات، وأنه لابد من الاهتمام بثقافتنا الأصيلة في حياتنا اليومية، مع اعتبار التنوع بينها وبين الثقافات الأخرى، وأن المرء ينبغي أن يتنبه في تعامله مع الثقافات الأخرى، حيث إن من البلاغة تخير اللفظ في حسن الإفادة، حيث نتخير أنماط الحديث عند التعامل مع الثقافات الأخرى، وأشار إلى أن التنوع الإنساني قيمة اعتبرها الدين الإسلامي، فالإسلام يدرك اختلاف طبائع الناس واختلاف اللغات واللهجات، والدين لا يخالف الثقافة، بل يدعو لنشر الثقافات والقيم الراقية، يقول الله (عز وجل) : ” وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ”.
كما أكد أنه لابد أن نقف على كل موضوع أو فكرة قبل الحديث عنها من الأساس في وجود أشخاص أصحاب ثقافات تخالف ثقافتنا، فنعتمد على القيم النبيلة المشتركة فيما بيننا، حيث إن الدين يدعو إلى الاهتمام بقيم المحبة، والتسامح، وينهى عن التضييق على الناس، فنحن في حاجة إلى الاهتمام بما يجمع ولا يفرِّق وأن نهتم بالجوهر بدلا من المظهر.
وأضاف أننا في حاجة إلى استثمار ثقافتنا وتراثنا وليس محاربته، إذ إن ثقافتنا انتجت أنماطًا من السياقات الشعبية المتنوعة، والثقافة العربية في الماضي كان لها أنماط عديدة لا بد من فهمها فهمًا جيدًا، كواقع المرأة في الماضي مثلًا، حيث يدل المتأمل في الشعر العربي أن لها مكانة على عكس ما قد يعتقده الكثيرون، ومن هذا المنطلق لا بد أن نكون فاعلين لا متأثرين، فلا بد من إعادة نظرتنا تجاه التنوع الثقافي والحفاظ على تراثنا وإعادة استثماره قبل أن يذوب في الثقافات الأخرى، فنحن نتحمل مسئولية التعبير عن ثقافتنا على أفضل ما يكون حتى لا نكون هدفًا للآخرين، مؤكدًا أن الإنسانية جبلت على التنوع، وليس على الفرقة، وأن الثقافة هي وقود كل فكرة، ويتنوع الناس في أنماط معايشهم تبعا للتنوع في ثقافتهم.