ماعت في عددها الخامس لمرصد الهدف 13 “الشباب العربي.. جهود بارزة لمكافحة التغيرات المناخية”
مريم صلاح: نوصي المؤسسات الإعلامية العربية بتكثيف الحملات المناخية التوعوية لا سيما في مناطق النزاع
كتب عادل أحمد
خلال السنوات الأخيرة تزايدت أخطار التغيرات المناخية وقبل أن تتفاقم آثارها حدثت طفرة واضحة في الاهتمام بقضايا تغير المناخ لدى الشباب في الوطن العربية، واستطاعوا إيجاد الفرص والانضمام لمبادرات المجتمع المدني والمنظمات الدولية من أجل تحقيق التنمية المستدامة التي تضمن حماية الكوكب. هذا ما أكد عليه العدد الخامس من “مرصد الهدف الثالث عشر في المنطقة العربية” الذي أصدرته مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان بعنوان “الشباب العربي.. جهود بارزة لمكافحة التغيرات المناخية”، وذلك لتتبع الممارسات الجيدة والتحديات التي تواجهها الدول العربية في تحقيقها للهدف الثالث عشر من أهداف أجندة التنمية المستدامة 2030.
وركز عدد شهر مايو على الممارسات الجيدة التي قامت بها حكومات الدول العربية خاصة فيما يتعلق بتشجيع الشباب ودعم جهودهم في مواجهة تحديات الحد من التغيرات المناخية، ففي الإمارات أعلن مركز الشباب العربي إطلاق برنامجه التدريبي الأول من نوعه «الملتقى التدريبي لمجلس الشباب العربي للتغير المناخي» وتم الإعلان عن إطلاق شبكة العمل المناخي الشبابي الهادفة إلى إشراك الشباب العربي من مختلف التخصصات في أنشطة وبرامج مواجهة التغيّر المناخي وتحقيق الاستدامة، بالتزامن مع استعداد المنطقة العربية لقمتي المناخ العالميتين «كوب27» و«كوب28» العام الجاري والقادم في كل من مصر والإمارات العربية المتحدة.
كما رصد العدد الخامس الإجراءات والتدابير التي تتخذها الدول العربية للتصدي لآثار تغير المناخ وكانت سلطنة عمان هي دولة العدد، حيث تعمل السلطنة لتحقيق الهدف الثالث عشر، واستطاعت خفض معدلات استهلاك المواد المستنفدة لطبقة الأوزون إلى الصفر أو إلى مستويات أقل من تلك المطلوبة في بروتوكول مونتريال. كما تسعى لتجنب العديد من الآثار المحتملة للتغيرات المناخية على النظم الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية وذلك بالاستعداد لإدارة أخطار التغيرات المناخية عن طريق اتخاذ الإجراءات وإعداد الاستراتيجيات الوطنية لتخفيف انبعاثات الغازات الدفيئة.
وفيما يخص الشباب أطلقت الحكومة العمانية مسابقة وطنية “لتصميم البيوت الصديقة للبيئة” وتهدف المسابقة إلى إذكاء تحسين التعليم للتخفيف من تغير المناخ، باعتبار أن عنصر الإبداع في التعليم العالي من العناصر الأساسية للتعلم، وتبحث المسابقة عن الشراكة والتعاون بين المؤسسات الأكاديمية، والصناعية والحكومية، مما يشجع بشكل كبير على دعم قدرات الشباب وأفكارهم الإبداعية الصديقة للبيئة.
ومن جانبه أشار الخبير الحقوقي الدولي أيمن عقيل على أهمية ودور الشباب فيما يتعلق بقضايا التغير المناخي، مؤكدا أن حكومات الدولة العربية أصبحت بحاجة لتوجيه جهودها نحو تدشين برامج ومبادرات وطنية تهدف إلى إشراك الشباب في تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية للحد من التغيرات المناخية، وتشجيع المشروعات الشبابية والمنظمات التي تعمل على التكيف مع التغيرات المناخية. وأكد على ضرورة التكاتف من أجل إطلاق شبكة العمل المناخي الشبابي في المنطقة العربية.
كما أوصي “عقيل” منظمات المجتمع المدني العربية بتشجيع وإقامة منتديات شبابية وورش عمل تعطي فرصة للشباب لاقتراح حلول لأزمة التغير المناخي، ورفع تلك التوصيات للجهات المعنية باتخاذ القرار، وطالب المنظمات المانحة الدولية، توجيه الدعم المادي والتقني للشباب العربي، لتشجيع الابتكار والحلول التكنولوجية للتقليل من المشكلات البيئية، إلى جانب تفعيلها وترويجها في المجتمع.
فيما قالت مريم صلاح الباحثة في وحدة التنمية المستدامة بمؤسسة ماعت، أنه في ظل فاعلية الحملات الإعلامية التوعوية التي تهدف إلى الحد من ظاهرة التغير المناخي من خلال تعديل السلوك البشري، نوصي المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بأزمة المناخ بضرورة العمل المشترك من أجل تكثيف الحملات التوعوية، وإجراء ورش عمل وتدريبات، وتفعيل دور تلك الحملات التوعوية في مناطق النزاع العربي على وجه الخصوص.