يقرر الإسلام في وضوح أن السلوك قابل للتغيير وأن مناط هذا التغيير خاضع للعلم والرغبة في التغيير،{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11] ولهذا كان إرسال الله الرسل إلى الناس، ليساعدوهم على العلم بالطريق الصحيح، ويغيروا من سلوكهم الظاهر والباطن، وكل مسلم يعرف أن الإسلام غيَّر من سلوك الناس بعد تصحيح عقيدتهم، وكيف تغيرت طباعهم وشخصياتهم، وكيف ألغيت من حياتهم عادات، كوأد البنات والربا وشرب الخمر وغيرها.
إذن فالسلوك الإنساني قابلٌ للتعديل بالتوجيه والإرشاد والتربية.
- الجوانب العقلية جزء هام في تعديل السلوك:
إن محور الهداية والانضباط في حياة الإنسان يقع في قدراته العقلية التي بها ميّزه الله وكرمه على سائر المخلوقات، ولذا نجد في كتاب الله العزيز آيات كثيرة تنتهي بقوله: {أَفَلاَ يَعْقِلُون} [يس:68] {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون} [النحل:12] {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى} [طه:54].
ولكن هذه القدرات العقلية لا تكفي، وحدها وإنما لا بد لها من تفاعل مع مشاعر إنسانية تربط الإنسان بفطرته. - تصرفات الإنسان تقوم على أساس من الوعي والشعور بها:
إن الأصل في تصرفات الإنسان – من وجهة نظر الإسلام- أنها تحت سيطرة عقله الواعي والناضج، ولهذا ارتبط التكليف بالعقل والبلوغ، وفي ضوء المنهج الإسلامي؛ فإن الشخص غير الواعي لا يسأل عما يعمل، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «رفع القلم عن ثلاث: النائم حتى يستيقظ، والمجنون حتى يفيق، والصبي حتى يبلغ». لهذه القدرات وهذه الإمكانات. - الإرشاد والعلاج يكون بدافعٍ من الشخص نفسه:
فالإنسان مطالب -في الإسلام- أن يُحاسب نفسه وأن يزكيها، وينعقد التغيير على رغبة وسعي من الفرد نفسه بعد توفيق الله سبحانه وتعالى ويقول تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس: 7-10]. - مبدأ الإرشاد والعلاج علمٌ ثم عمل:
لما كرم الله تعالي الإنسان بالعقل، احتاج أن يعلم أولًا ما هو الصواب وما هو الخطأ، ثم يعمل بما علم قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} [محمد: 19]. - مبدأ اختيارية القرار وحرية التصرف:
وللفرد المسلم -متى بلغه العلم، وتحقق لنا قدرته على أن يتحمل مسئولية ما يصل إليه من قرار أن يقرر أموره الخاصة، قال تعالى: {وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} [النساء: 6] إلا أن هذا الاختيار مرتبط بتحمل المسئولية بما يحدث للفرد ذاته من نتائج، أو بما يتحمله من مسئولية عقابية يقررها الشرع على انحرافه. - اختلاف طرق التوجيه والإرشاد باختلاف الموقف وحالة الفرد:
فلا تُستخدم طريقة واحدة، وإنما يتوقف ذلك على الشخص وسِنّه وإدراكه وعلى الموقف الذي يحدث فيه الانحراف، ومدى الضرر الذي يحدث، ومن هنا ينبغي أن تتنوع طرق الإرشاد والتوجيه. - التدرج من الأساليب البسيطة والمرغوبة إلى الأساليب الصعبة:
فلا يُستخدم التوبيخ قبل النصح، كذلك لا يُستخدم الضرب قبل التوبيخ، وهكذا، والمتأمل في نظام الحِسبة في الإسلام يجد تدرجًا رقيقًا من التعرف والتعريف في النصح، ونقرأ في كتاب الله: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34] فهنا نجد تدرجًا بثلاثة أساليب مختلفة، فيها أسلوبٌ عقلي وأسلوبٌ يتصل بالمشاعر وأسلوبٌ يتصل بالبدن. - القائم بالعلاج والإرشاد والتوجيه ينبغي أن يتخلق بخلق الإسلام:
فالموجِّه المسلم عليه أن يكون عارفًا بالمنهج الإسلامي، متّسمًا بالحكمة واستخدام الموعظة، رفيقًا في القول والفعل، مبشّرًا لا منفّرًا، عمله يطابق قوله، يعطي القدوة الحسنة لمن يسترشدون به. - اهتمام الإسلام بالعديد من الجوانب في العلاج:
فنجد الإسلام قد اهتم بـ الجوانب البيولوجية، وجوانب التفكير، وجوانب التعلم ومخاطبة المشاعر. - المنهج الإسلامي يُنير للمرشد طريقَه، سواء كان عمله في الجانب الإنمائي أم الوقائي أم العلاجي:
قد اهتم الإسلام بالجانب الإنمائي، الذي يسهِّل حياة الناس ويرسم لهم الطريق القويم لتقويم الشخصية المسلمة المؤمنة، كما اهتم بالجانب الوقائي بتجنيب الناس ما يحدث من أخطار وانحرافات، كما اهتم بالجانب العلاجي بتناول المشكلات عند حدوثها.
والإسلام الذي علّم الناس الطهارة، والصدق والأمانة، والتفكير وإقامة الحياة الأسرية هو أيضًا الذي وضع أسس الوقاية من الانحرافات وهو الذي جعل العلاج ممتدًّا من النصح والموعظة إلى إقامة الحدود كالقصاص في القتلى.
ففي الجانب الإنمائي والإنشائي نجد أسس التربية الإسلامية واضحة في أجلِّ صورها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1] {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58].
وفي المستوى الوقائي: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} [النور: 30] {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 31].
وفي المستوى العلاجي: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 35]، {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات: 9]. - الإرشاد الديني: المفهوم -الأسس- الطرق والأساليب:
نستعرض فيما يلي بعض نماذج العلاج والإرشاد في الإسلام: - نموذج في العلاج الأسري الإسلامي:
لقد أرسى الإسلام أسسا محكمة قامت عليه العلاقات الأسرية، والنظام الزواجي لم تصل إليها أرقى المجتمعات حتى الآن، وأرسى كذلك أسس الوقاية من المشكلات، وأسس علاجها عند ظهورها. ومن أهم ما يواجه الأسرة عند بداية تكوينها بصفة خاصة عدم التوافق بين الزوجين، والذي قد يعبر عن نفسه في شكل نشوزٍ من جانب الزوجة ،والنشوز هو الخروج عن الواجبات، وقد دلنا القرآن الكريم على كيفية مواجهة هذا النشوز فقال تعالى: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء:34] وفي هذه الآية الكريمة يأمرنا الله سبحانه وتعالى أن نتعامل مع حالات النشوز بأساليب ثلاثة على ترتيبها:
الأول: الموعظة؛ أي: مخاطبة العقل.
الثاني: الهجر في المضاجع.
الثالث: هو الضرب، فقد اشتملت هذه الآية الواحدة على ثلاث طرق أساسية، وجعلت من الزوج هو المعالج، وإذا تطور الأمر فأصبح شِقاقًا فهناك التحكيم، حكم من أهله وحكم من أهلها، هدفهما الإصلاح.
وفي هذا الأسلوب عرْض للمعلومات دون انفعال من جانب الزوجين المتخاصمين، وفيه دفاع عن مصلحة المتخاصمين بوجود من ينوب عنهما من أهلهما، وفيه اتخاذ قرار بناءً على المعلومات، والقرار إما الإصلاح أو الافتراق، والافتراق بالطلاق تشريع شرعه الإسلام، وهو في حد ذاته يمثّل علاجًا ووقاية لما قد يحدث من مشكلات عديدة إذا استمرت حياة على شقاق. - نموذج في مخاطبة العقل والمشاعر:
ينبه القرآن الكريم المسلم – في كثير من المواقف- بمخاطبة عقله ومشاعره: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12] وقوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا} [النساء: 9]، وهو حديث الشاب الذي جاء يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الزنا …. إلى أن وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على صدره وقال له: اللهم طهر قلبه …. الحديث”.
فترى الرسول صلى الله عليه وسلم قد خاطب، عقله ومشاعره، عقله؛ ليتصور موقفًا يطلب أن يكون في مثله، ومشاعره أو ليتصور أن لو حدث هذا الموقف مع أخته أو أمه أو ابنته، ويطلب منه أن يحكم على هذا الموقف، وانتهى هذا الموقف العلاجي العظيم بأن أنكر على نفسه ما جاء يطلب أن يرخَّص له فيه.
فأسباب الاضطراب والحيرة النفسية التي تعتري الأفراد والشعوب والأمم في رأي الدين ترجع إلى ما يلي: - الذنوب: والذنب هو مخالفة القوانين الإلهية، واتباع هوى النفس الأمّارة بالسوء، فالذنوب تأتي على الإنسان حتى تهلكه، بل يُحرَم الإنسان الرزق بالذنب يصيبه.
- الضلال: والبعد عن منهج الله سبحانه وتعالى أو معصية الله ورسوله، وعدم ممارسة العبادات، أو الإعراض عن ذكر الله، كما قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} [طه: 124] وقوله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِين * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُون} [الزخرف: 36-37].
- الصراع: فالصراع من أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان، خاصة الصراع بين قوى الخير وقوى الشر، فهو كصراع بين جيشين كل منهما معه أسلحته، فأيهما غلب الآخر قهره وكان الحكم له.
- ضعف الضمير: من الأسباب التي تؤدي إلى الاضطراب، ومن ضعف الضمير ينشأ الضعف الأخلاقي، والانحراف السلوكي الذي يترتب عليه.
أما عن الأعراض التي تُصيب الإنسان نتيجة هذا الاضطراب في رأي الدين فيمكن إجمالها فيما يلي: - الانحراف: ويشمل الانحرافات السلوكية، كما يشمل الانحرافات الاجتماعية المختلفة.
- الشعور بالإثم: ويكون الشعور بالإثم والخطيئة والذنب نتيجة لما ارتكبه الفرد من أعمال وسوس إليه بها الشيطان، وكان يود ألا يرتكبها
- الخوف: ونقصد الخوف المرضي الدائم المتكرر، الذي لا يمكن ضبطه أو التخلص منه أو السيطرة عليه.
- القلق: وهو آفة عصرنا الذي أصبح يطلق عليه “عصر القلق” وهو خوف غامض غير محدد مصحوب بالتوتر والضيق والتهيج وتوقع الخطر وعدم الاستقرار العام، مما يعوق الفرد عن الإنتاج ويجعل سلوكه مضطربًا.
كذلك الاكتئاب: هو حالة يشعر فيها الفرد بالكآبة والكدر والغم والحزن الشديد وانكسار النفس والتشاؤم دون سبب مناسب، أو لسبب تافه؛ فيفقده لذة الحياة ويرى أنها خالية من الأمن والسلام.
كل هذه الأعراض ينبغي للموجه الديني أن يكون على وعي كبير بها، إن هدف الإرشاد الديني تحرير الشخص المضطرب من مشاعر الإثم والخطيئة التي تهدد طمأنينته وأمنه النفسي.
حيث يوجه المرشدون اهتمامًا كبيرًا إلى الوقاية الدينية من الاضطراب النفسي، أو ما يُطلق عليه البعض التحصين النفسي.
ويتضمن الإرشاد الديني الوقائي الإيمان والتربية الدينية من خلال ما يلي:
التأكيد على الإيمان: بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر واليوم الآخر، فهذا هو عماد الحياة الروحية ومنبع طمأنينة النفس ومصدر سعادتها.
بعد الأصول العقائدية يُرجع أيضًا إلى الأصول العبادية أو التعبدية ودورها في التوجيه والإرشاد؛ حيث أن عبادة الله سبحانه وتعالى هي سبيل السعادة والطمأنينة النفسية والروحية، فهي تحرر الإنسان من الطغيان، وقد خلق الله عز وجل الإنسان لكي يعبده، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون} [الذاريات: 56].
كذلك يأتي دور الأخلاق “السلوك الأخلاقي في عملية التوجيه الديني”، فالدين هو الطريق إلى بقاء ودوام القيم الأخلاقية، التي تعتبر إطارًا مرجعيًّا لسلوك الفرد وأسلوب حياته فالأخلاق هي الدّعامة الأولى لحفظ كيان المجتمع، ولقد جاءت رسالات الأنبياء والرسل كلها تحث على الأخلاق الفاضلة، ومن أصول التربية الإسلامية: تربية الأخلاق المستمَدة من الدين، التي تنظم السلوك وتنمي في الشخصية ضميرًا حيًّا، يحاسب الفرد إن هو أخطأ أو انحرف عن الطريق المستقيم.
ولقد وصف الله تعالى رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم} [القلم: 4] وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: «إنما بُعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق»، وعندما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: «كان خلقُه القرآن كأنه قرآنًا يمشي على الأرض».
والأخلاق الفاضلة -كما يدعو إليها الدين- تقوم على أسس ودعائم من أهمها ما يلي: - الاستقامة: أي الاستقامة على طريق الهدى، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون} [الأحقاف: 13].
- إصلاح النفس: وهذا يؤدي إلى صلاحها، فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. [الأعراف: 35]
- تزكية النفس: أي: الطهر من الدنس، {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى}، [الأعلى:14].
- معارضة هوى النفس: وخاصة النفس الأمَّارة بالسوء {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40-41].
- ضبط النفس: ويتضمن ذلك الحلم والتحكم في انفعال الغضب وكظم الغيظ {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين} [آل عمران: 134].
- الصدق: والذي يؤدي إلى الثقة والتعاون الاجتماعي، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِين} [التوبة: 119].
- الأمانة: وهي فضيلة اجتماعية؛ قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}. [النساء: 58]
- التواضع: وهو فضيلة هامة ومن تواضع لله رفعه، قال تعالى: {وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا} [لقمان: 18] {إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا} [الإسراء: 37].
- معاشرة الأخيار: وهذه تؤدي إلى الخير والنعمة: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الكهف: 28].
- الكلام الحسن: وهو مصدر النجاح الاجتماعي وتعبيرٌ عن الذكاء الاجتماعي ومصدرٌ لمحبة الناس وكثرة الأصدقاء: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الإسراء: 53] {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} [البقرة: 83].
- احترام الغير: وهذا يؤدي إلى وحدة الجماعة وتماسكها ونشر المودة فيها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ} [الحجرات: 11].
- الإصلاح بين الناس: وهو صفة أخلاقية فاضلة تصدر عن إنسان نبيل يحب الخير.
- حسن الظن: وهو أفضل من سوء الظن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12].
- الاعتدال: ويتضمن القناعة والحد من الإسراف في الشهوات من طعام وشراب، وغير ذلك من متع مادية: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِين} [الأعراف: 31].
- الإيثار: وهي صفة كريمة تتحلى بها النفوس الكبيرة، الخالية من الأثرة الساعية لخير الإنسانية وخدمة المجتمع: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون} [الحشر: 9].
- العفو: ويتضمن التسامح والرحمة، وهذا حين يصدر عن نفسٍ كبيرة وعقل راجح، يطيب النفوس ويؤدي إلى الصداقة: {وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم} [التغابن: 14] {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم} [النور: