علم الساعة عند الله (عز وجل) وحده، حيث يقول سبحانه في كتابه الكريم : “يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ” (الأعراف : 187)، ويقول الحق سبحانه: “يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا”(الأحزاب : 63)، ويقول سبحانه : يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا” (النازعات : 42-46)، ويقول سبحانه : ” إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ “(فصلت : 47)” ، ويقول سبحانه: ” إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ “(لقمان :34).
ولما سئل سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) متى الساعة أجاب (صلى الله عليه وسلم) بقوله: “مَا الْمَسْئولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ”(صحيح مسلم) , وبهذا حسم نبينا (صلى الله عليه وسلم) قضية الإفتاء أو الفتوى أو الفتيا في هذا الأمر , فإذا كان رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) يقول: “مَا الْمَسْئولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ”(صحيح مسلم) , فمن ذا الذي يتجرأ على الله (عز وجل) بالخوض في أمرٍ توقَّفَ سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الحديث فيه.
ولكن السؤال الذي ينبغي أن نسأله جميعًا لأنفسنا – ماذا أعددت لها ؟- فقد سأل رجل النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال : مَتَى السَّاعَةُ ؟ فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): “مَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ قَالَ: حُبُّ الله ورسولِهِ، قَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ “(متفق عليه)، فعلينا أن ننشغل بإعداد أنفسنا للقاء الله (عز وجل)، فمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، وأن يكون حالنا مع الله (عز وجل) حال من سئل عنه : ما حال فلان ؟ فقيل : لو قيل له إن الساعة غدًا ما وجد مزيد عمل يعمله .
وزير الأوقاف