تيسير الزواج ليس تسهيلا للطلاق على الاطلاق قولا واحدا..اقول هذا وبشكل قاطع ردا على مخاوف كثيرة أبداها كثير من القراء الاعزاء عقب مقال الاسبوع الماضي ” سارق الفرح “في تعليقاتهم واتصالاتهم المباشرة..
قد تكون المخاوف مشروعة نظرا لحالة السيولة في الإفراط والتفريط وما يقع من أحداث يندى لها الجبين على صعيد العلاقات العامة في المجتمع والخاصة بين الازواج وصعوبة وقسوة بعض حالات الطلاق وتوابعها الارتدادية التى تترك آلاما وأوجاعا لاحصر لها.
المشكلة الأساسية ليست في التيسير لانه مطلوب شرعا ومطلوب اجتماعيا لتجنب أضرار كثيرة تصيب الأفراد والمجتمعات إذا تعسر الزواج أو تعذر وكم من مجتمعات شددت في امور الزواج فابتليت بما هو أخطر من الغرق في طوفان الرذائل والفواحش وارتفاع نسب العنوسة ولجوء الشباب إلى الزواج العرفي من ناحية او بالاجانب وما ادراك ما الزواج بأجنبية إذا لم تكن الزيجة قائمة على قواعد وأصول وليس مجرد ارتباط يتوهم الشاب أنه لن يكلفه شيئا ثم تنهال على أم رأسه المصائب مع اول شكة دبوس خاصة في رعاية الاولاد وغيرها من أمورفي الحضانة والنفقة واقتسام الثروةبالحق والباطل!وفي فترة من الفترات تحولت العملية إلى تجارة ومكاتب للتزويج بالاجنبيات وماشابه..
ملحوظة مهمة أبداها البعض سألواغاضبين هل التيسير فقط خاص بفئات معينة من غير القادرين أو متوسطي ورقيقي الحال بينما يفعل الأثرياء والاغنياء ما بدا لهم وهو ما يخلق شعورا حادا بالطبقية في المجتمع ويرفع من وتيرة الانقسام ويثير الغيظ ويرفع درجات الحنق وربما إثارة الأحقاد والكراهية.
والجواب:بالعكس التيسير مطلوب للجميع أغنياء وفقراء..والاغنياء لابد أن يكونوا قدوة وليسوا وقودا للاستفزاز وإثارة الضغائن.وأعتقد أن الأغنياء هم الاسعد حالا بالتيسير في الزواج..وصاحب المال الحقيقي الذي كون ثروته من عرقه وكده وشقاه كما يقولون هو الأشد حرصا على ألا ينفقه فيما لا يفيد.وإذا رأيت خروجا عن الحد يتجاوز احيانا حد السفه فاعلم أن شيئاً ما وراء الاكمة لو أن الأمور على ما يرام لدخل في عالم المساءلة وتطبيق قاعدة من اين لك هذا؟وايضا مصداقا للقول الحكيم:يكاد المريب يقول خذوني!
الحقيقة التي لا يجب أن ننكرها أو نخدع أنفسنا عنها وهي الإقرار بأننا لا نعرف كيف نتزوج من البداية ولا نعرف اصول كيف تحل عقدة النكاح ومن قبل لم نفهم سر هذا الميثاق الذي سماه الله ووصفه بأنه ميثاق غليظ .. ولم نفهم الغاية الأسمى والمقصد الشرعي الحقيقي في أن الله سبحانه وتعالى جعل أمر الزواج يسيرا وجعله احصن للمرء وقاية وحماية له من السقوط في براثن الرذيلة والفحشاء وجعله لبنة صالحة لاعمار الارض.
قمة التيسير أن جعل الله الزواج بكلمة والطلاق ايضا بكلمة.” استحللتم الفروج بكلمة الله”.لذا شرع علاقة الزواج لتبقى لا لتفنى وتنقطع وشرع الطلاق لانهاء العلاقة التي لاتؤتي ثمارها من المودة والرحمة والسكن.لاليدوم الشقاق والشقاء.
بنظرة سريعة نجد الكثيرين لعبوا بالزواج وزادوه صعوبة ومشقة.. وتلاعبوا بالطلاق وبدلا من أن يكون حلا لمشكلة جعلوه مصنعا لمشاكل لاحصر لها وحولوه إلى مسلسلات درامية فائقة الحلقات ويتفنن كل طرف في الكيد للآخر وتنغيص الحياة عليه وتجريده من هدومه بلاهوادة أو رحمة وأصبح أفراد الأسرة والعائلة محاصرين بدوائر جهنمية من معارك شديدة الازعاج تنضح حقدا وكراهية وتلقي بحمم كثيفة من كرات اللهب المستعرة على رؤوس الجميع.
اللاعبون بالطلاق اما انهم أصلا كانوا من فاقدي الاهلية للزواج او معدومي الضمير والتربية بأصولها وفروعها اومن ضحايا جماعات المامميز وأسرى جمعيات التمويل الأجنبي.
والله المستعان.
Megahedkh@hotmail.com