فوجئت بالصديق العزيز جمال الشناوى رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم يسألنى: لماذا لا تكتب عندنا فى البوابة؟
ولم يترك لى الرجل أى فرصة للرد حيث أكمل كلامه قائلا :لا تتردد وابعت !
سألته:فى حدود كم كلمة؟
قال:اكتب حتى تتم فكرتك, لا تتقيد بعدد كلمات,الديجتال مفتوح!
قلت: إذن سأكتب “على قدي” فضحك وقال: على كيفك .
وهكذا جاءت فكرة كتابة مقال “على قد الفكرة” تلبية لهذه الدعوة التى تختلف تماما عن أى دعوة سبق أن تلقيتها للكتابة سواء اكتملت أم لم تكتمل.فهذه أول مرة أكتب فيها لجمهور القراء مباشرة من خلال بوابة أخبار اليوم الاليكترونية.
هنا لن يمر المقال بالمراحل التي يمر بها أى مقال ورقى منذ أن يكون فكرة حتى يخرج للنور على صفحات الجريدة لتكون بين يدي القراء صباح اليوم التالى عندما يتوجهون لشراء الجريدة وهم فى طريقهم لشراء صحف الصباح أو على الأكثر يقرأونه ليلا إذا كانوا من هواة شراء الطبعة الأولى من الصحف التي تنزل الأسواق ليلا.
هنا الأمر مختلف تماما فأنت تخاطب جمهورا مختلفا بنسبة كبيرة عن نوعية قراء الصحف الورقية.. جمهور ديجيتال بحسب وصف رئيس التحرير,لا يحتاج إلا أن يداعب باصبعه شاشة موبايله ليقرأ ما يريد وقتما يريد.
جمهور ليس له نفس صفة قارئ الصحف الورقية,لذا لو لم يجد ما يجذبه فى المكتوب من أول سطرين فى المقال وربما من أول كلمة فلن يتردد فى ضغطة”كليك” واحدة ليتحول لموضوع آخر أو ربما لموقع آخر تماما.
عكس قارئ الصحيفة الذي ذهب بكامل إرادته وأخرج من جيبه عدة جنيهات لشراء الصحيفة.هنا يجد نفسه مرغما إلى حد كبير لقراءة المنشور مرغما حتى يشعر أن فلوسه لم تذهب سدى!, والأهم كما قلت فى بداية المقال أن الكتابة هنا لن يقيدها مساحة مكانية مثل المساحة فى الصحف الورقية.المساحة الوحيدة كما قال لى جمال: حدودا فقط حيثما انتهت فكرتك.
الشيء الوحيد الذي لا يتغير كلما تلقيت دعوة لكتابة مقال جديد هو ذلك الشعور بالرهبة والخوف الذي ينتابني كلما كتبت مقالا جديدا.
وكأنها أول مرة,رهبة كاتب تحت التمرين كان يحلم طيلة عمره بالكتابة للناس ومنهم, ثم قيل له فجأة تفضل اخرج للناس واكتب لهم, وأرنا ماذا لديك من جديد تقوله للناس غير الذي يقرأونه من كثيرين غيرك ليل نهار, أما الخوف فمصدره الخشية التى تنتابنى دائما من أن يكون كل ما نكتبه للناس مجرد سراب بقيعة يحسبه القراء الأعزاء ماء حتى إذا ما جاءوه لم يجدوه شيئا, وقتها سينصرف عنك دون رجعة.أقسي عقاب لأى كتاب أن ينصرف عنه القراء لأنه لم يكن صادقا ولا مخلصا فى التعبير عنهم.
لذا أتمنى أن تجد عزيزي قاريء بوابة أخبار اليوم الديجيتال فى هذه المساحة ما يسرك دائما, أو حتى أكون صادقا تجد على الأقل ما يعبر عنك, لأن ما يسرك ويسرنى ويسر أى إنسان ربما يكون فى وقتنا الحالى صعب المنال حيث لا يوجد كثير مما يسر ولكن اعدك بانني دائما سأحاول ذلك ما استطعت فإن حاولت ونجحت فسيكون لى أجران أما إذا حاولت ولم أنجح فسيكون لي أجر المحاولة.وفى النهاية أدعو الله أن يجعل كلامنا خفيف عليكم وعلينا والأهم عليهم !