احجبوا عنا عهر عقولكم ….وكفى
عن قضية الحجاب التي تطرح وكأنها عماد الدين
قديما كنا نجد الفلاحة المصرية تعمل جانب زوجها في الحقل مرتدية لباسا مريحا ومشمرة عن ساعديها عاقدة شعرها بمنديل صغير تتدلى من تحته ضفائرها منسدلة على ظهرها وهي جالسة القرفصاء تعمل بجوار زوجها جنبا إلى جنب نصف ساقيها مكشوفتين ورقبتها وجزء من صدرها كذلك، هذا ليسهل عليها عملها ولتقاوم الحر والعرق وليس لأي غرض غريزي، وفي موسم زراعة الأرز تجدهن يخرجن من المشاتل والحقول المغمورة غارقات في جلاليبهن المعقودة حول خصورهن،ولا يجرأ أحد على النظر لهن نظرة غريزية أو القول بأنهن لسن على الدين الحق،فهذه طبيعة حياتهن وبيئتهن التي ألفها الناس جميعا والتي بكل تأكيد تختلف عن طبيعة صحراء الجزيرة التي يصر الاسلام الوهابي على نقلها لنا دون أدنى تفكير
- فتمركز المصريين حول نهر النيل حيث الزراعة حرفة رئيسية “أقتصاد اكتفائي مغلق يلبي حاجة الإنسان للحياة” كما وصفه جمال حمدان في شخصية مصر أدواتها بدائية وبحاجه للعديد من الأيدي العاملة جعل من مشاركة النساء أزواجهن في العمل ضرورة –
أما في المدينة فقبل أن يُطلق للمتأسلمين الحبل على الغارب ليسلبونا هويتنا ويصحرونا، كانت النساء جميعهن يدرسن بالجامعات سافرات وبعضهن يلبسن إيشربات خفيفة أو طواقي صوفية بغرض الجمال ويلبسن فساتين أنيقة ولا يجرأ أحد على النظر لهن نظرة بذيئه أو يخاطبهن بطريقة غير لائقة، وهنا لابد من طرح بعض الاسألة:
ماذا فعل التعصب الوهابي في المجتمع ؟
لماذا جعل من المرأة فاحشة ومحرك للشهوات؟
كيف حجب الأجساد وعرى الأفئدة ؟
كيف أطلق علينا “الهو” الغريزي وحش يقتل ويجرح ويتحرش بكل أمرة المحجبة قبل السافرة؟
ما جدوى الستر الظاهر اذا كانت النفوس عاهرة مغروسة عن آخرها في حيوانيتها ؟
أليس الاصل في الدين هو نهي النفس عن الهوى مهما كان الإغراء ؟
فكيف ترك المتأسلمون الأصل وهو كبح جماح النفس وتهذيبها وحملوا المرأة عهر عقولهم ؟