-أصبح العرب علي قناعة تامة بأن زيارة الرئيس الأمريكي جو بأيدن ماهي الي جولة سياحية لن تغير في أمر المنطقة أي شيء خاصة في القضية الفلسطينية التي تعتبر حجر الزاوية في أي تحرك أمريكي بالمنطقة، والأمر اليوم مختلف تماماً عن سابقه فالرئيس الأمريكي مأزوم داخليا بعد فشله الكبير في التعامل مع روسيا في حربها في أوكرانيا ، فلم يحقق أي مكاسب سياسبة أو عسكرية فيها بل تأزم اقتصاديا بشكل لم يكن يتوقعه، وأصبح رهن توقعات مدمرة لموقف دولته العسكري والسياسي ومن هنا أصبح ح تاثيره السياسي علي القيادة الاسرائيلية دون المستوي ولم يعد لديه ما يقدمه للقيادة الفلسطينية سوى بضع دولارات دون أي شيء آخر في الوقت الراهن، وأصبح الرهان الآن علي تكوين حلف عسكري عربي إسرائيلي في مواجهة التصاعد الإيراني سياسيا وعسكريا، وأصبحت الكرة في الملعب العربي عامة والحكام العرب علي وجه الخصوص بما لديهم من أوراق ضغط علي القرار الامريكي والاسرائيلي خاصة انهم يملكون في الوقت الراهن أهم تلك الاوراق ، وهي رقة مصادر الطاقة لتعويص النقص الحاد والمقلق في انتاج الطاقة خاصة (البترول، الغاز) والذي يعد عصب الحياة بالنسبة للقادرة الاروبية التي فشلت الولايات المتحدة في تعويضها عنه بسبب الحرب الروسية في اوكرانيا، ومن هنا، أمام العرب فرصة ذهبية لتحقيق أمانيهم وفرض أرادتهم علي القرارالامريكي والاسرائيلي وكسب التاييد الاوربي دعما العرب في صراعهم الطويل مع الكيان الصهيوني الذي توغل في تصرفاته الدموية علي المستويين الفلسطيني والسوري، كذلك أمام العرب فرصة ذهبية باعادة دمج سوريا مرة أخري في الاسرة العربية لتكون أيضا علي طاولة المفاوضات خاصة سعي إسرائيل الدؤب علي كسب اعتراف من الدول الكبري بضم هضبة الجولان الاستراتيجية إلي اراضيها، بعد اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني شرقها وغربها بالمخالفة للقررات الدولية، وعلي العرب ادراك اهمية الخلاف الحاد بين روسيا والولايات المتحدة في اطار نظام عامي جديدة تفرضه المصالح والقوة العسكرية بل والمجال الحيوي لكلا الطرفين ومن هنا إذا نجح القادة العرب في استغلال تلك الفرص السانحة لهم في هذا اللقاء المرتقب ستكون النتائج مبشرة بكيان عربي جديد يمكن له أن يغير خريطة الإقليم مرة أخري خلال هذا القرن بل سيكون بداية لتغييرات دولية وعالمية تمتد لسنوات عديد اعتقد لنهاية القرن الحالي، إذا راجع العرب مقولة الرئيس جمال عبد الناصر الشهيرة (ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة) وبالتالي علي العرب اخذ هذا المبدء مأخذ الجد في بناء قوة عسكرية عربية كما طرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القمة العربية عام 2015بشرم الشيخ وكانت في طريق تدشينها بشكل علمي لولا تخاذل بعض القادة العرب من دول الخليج العربي خاصة قطر، واليوم آن الأوان للقادة العرب إن يغيروا سياسة الدم العربي المستباح من قبل الكيان الصهيوأمريكي ، واعتقد أن هذا ممكنا في ضوء المعطيات التي اصبحت مؤكدة لديهم الآن قبيل زيارة بايدن.
كاتب مصري