تبدأ اليوم الخميس ١٤ يوليو الحملة القومية للتحصين ضد مرضي الحمى القلاعية و حمى الوادي المتصدع
و على الرغم من ان الدولة حددت اجازة العيد في قرار رسمي و ان الخميس ما زال ضمن اجازة العيد فقد تم الاعلان عن بدء الحملة القومية في اجازة العيد التي قضاها الاطباء البيطريين في عمل مستمر و متواصل في فحص اللحوم و الذبائح و كانت مجازر مصر كلها مفتوحة طوال ايام العيد كله
الطبيب البيطري دائما و أبدًا جندي مجهول لحماية الثروة الحيوانية بشكل مباشر و حماية المواطن بشكل غير مباشر لمنع وصول حوالي ٣٠٠ مرض مشترك من الحيوان و الطيور و عدد من امراض التسمم الغذائي ايضا
الطبيب البيطري في ظل ظروف حر الصيف و مناعة مهتزة و أمراض عابرة للحدود تؤثر سلبا على الثروة الحيوانية مطلوب منه البدء في حملة تحصين من بيت لبيت و من تجمع حيواني لاخر و من مزرعة لاخرى في ظل ضعف امكانيات و عدم وجود وسائل نقل مجهزة لتلك الحملات في ظل ارتفاع اسعار مواصلات و بنزين لا يقابلهم وجود بدل انتقال من الاصل
في ظل عجز عددي رهيب جدا و وحدات بيطرية كثيرة لا تجد من يقوم بتشغيلها نتيجة توقف التعيينات منذ ١٩٩٤ و معاشات ووفيات يومية و اخر دفعة تم تعيينها امامها ٦ سنوات و تخرج معاش
في ظل عدم توفير هيئة معاونة من عمالة و سواقين و معاونين بيطريين
في ظل كل هذا يقوم الطبيب البيطري بكامل الجهد الجهيد من تنقل بين قرية و اخرى على حسابه الشخصي في ويائس نقل غير آدمية و يقوم ايضا بتحصيل الرسوم و كتابة الايصالات و يقوم بتجهيز اللقاح و اعطاءه منفردا و يقوم بترقيم و تسجيل الحيوانات و كتابة بطاقات بيانات لها و تركيب ارقام على اذنها
و مطلوب منه حصر الثروة الحيوانية و اقناع المربي بالتحصين و مطلوب منه بجانب ذلك مباشرة الاعمال اليومية بوحدته البيطرية في نفس الوقت و ليس نفس المكان لانه متنقل من بيت لبيت للتحصين و مطلوب منه استكمال اعمال ادارية لعدم وجود موظفين اداريين معه
و مطلوب نحاسبه على نسبة تحصين لا يجب ان تقل علميا عن ٨٠٪ من اجمالي الثروة الحيوانية مع تناقص عددي للاطباء سنويا و شهريا بل و يوم بعد يوم
و نزيد على كل هذا بناء وحدات بيطرية جديدة ضمن مبادرة حياة كريمة لا تجد اطباء لتشغيلها
و في ظل تحورات يومية لمسببات الامراض مما يفقد المربي الثقة في عملية التحصين و فيمن يقوم بها و هو الطبيب البيطري بنفسه بدون من يعاونه
لو وضعنا اطار يضم كل الصورة السابقة سنجد انه اطار واحد فقط ليس مطلب فئوي و ليس بروباجندا نقابية بهدف الشعبوية الانتخابية و لكنه مطلب مغلف بضرورة امن قومي يجب على الدولة ان تلتفت اليه بعين الاعتبار
و هو ضرورة تعيين اطباء بيطريين و بعدد لا يقل عن ١٠ الاف طبيب بيطري و بشكل عاجل و سريع
المطلب ليس فئويا و لا نقابيا و لكنه ضرورة تستدعيها احتياج الدولة في الحفاظ على الثروة الحيوانية ووضع برامج وقائية لها ممثلة في الحملات القومية للتحصين المستمرة على مدار العام
ضرورة قومية تستدعيها اختيار الدولة في مبادرات رئاسية تستهدف تطوير الريف المصري و تم فيها انشاء و تطوير وحدات بيطرية على احدث طراز في البناء و التجهيزات و مكيفة و لكن لن تجد عدد من الاطباء البيطريين لتشغيلها
التعيين ضرورة امن قومي تستدعيها اختيار الدولة في تحسين سلالات الثروة الحيوانيه و استبدالها بأخرى كثيفة الانتاجية كرؤية استراتيجية نحو توفير غذاء صحي و آمن و نحو تقليل الفجوة الاستيرادية و تحقيق اكتفاء ذاتي من الغذاء ذو الاصل الحيواني
التعيين للاطباء البيطريين ضرورة امن قومي لتقليل الاستيراد بما يحمله من امراض عابرة للحدود و تقليل استنزاف للعملة الصعبة في ظل موجات تضخم عالمية
التعيين للاطباء البيطريين ضرورة للدولة و للمواطن لكي نلحق ما تبقى من خبرات بيطرية قبل بلوغها سن المعاش فالمهنة تتسم بتناقل و تراكم الخبرات العملية و المهنة ليست كغيرها من مهن يمكن تعويضها بالنقل من اماكن لها تكدس موظفين فالطبيب البيطري لا يعوض مكانه غير طبيب بيطري اخر
ارجو من الدولة الانتباه لمقالي هذا لان تعيين اطباء بيطريين هو السبيل الوحيد للحفاظ على المتاح حاليا من ثروة حيوانية مهددة بأمراض عديدة وافدة و هو السبيل لانجاح مبادرات الرئاسة سواء لتطوير الريف المصري ( حياة كريمة ) او مبادرات التحسين الوراثي و تنمية الثروة الحيوانية خاصة حين ندرك ان ٧٠٪ من الثروة الحيوانية بمصر هي للمربي و الفلاح الصغير الذي يمتلك رأس و اثنين و ثلاثة على الاكثر و هؤلاء عماد من يقدم الخدمة البيطرية لهم هو الطبيب البيطري الحكومي بالوحدات البيطرية و هو نفسه من سينفذ برامج الوقاية بالتحصينات و هو نفسه من يراقب اللحوم و يكشف على المذبوحات و هو نفسه من يحافظ على صحة المواطن قبل ان تبدأ دور مستشفيات وزارة الصحة في علاجه
بقلم الدكتور محمد عفيفي سيف
الامين العام للنقابة العامة للاطباء البيطريين
باحث اول الفيروسات بمعهد بحوث الصحة الحيوانية