لقد تضمن البيان الختامي لقمة جدة للأمن والتنمية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن ومصر والعراق والولايات المتحدة عدة نقاط مهمة جدًا؛ شملت الحلول لجميع المشكلات والمعوقات التي تواجه دول الوطن العربي والخليج والدعوة المشتركة لاتخاذ جميع التدابير اللازمة في سبيل حفظ أمن المنطقة واستقرارها وتطوير سبل التعاون والتكامل بين دولها وتعميق تعاونهم المشترك في جميع المجالات والتصدي المشترك للتحديات التي تواجهها.
وهذا بلا شك اللبنة لإقامة تكتل وكيان عسكري واقتصادي عربي موحد والذي يحلم به كل مواطن عربي منذ عقود؛ وذلك لحماية مقدرات وثروات المنطقة العربية والخليجية من التهديدات الخارجية والمبتزين والطامعين في خيرات دول الوطن العربي والخليج تحديدًا؛ ولذا لابد من سرعة تنفيذ ما جاء في هذه التوصيات، وتشكيل لجان مشتركة لوضع الآليات والمبادئ والخطط لإنشاء جيش عربي مشترك للدفاع عن أي دولة عربية وحمايتها من أي تعدٍ خارجي، وأيضًا البدء في إنشاء التكتل الاقتصادي وإقامة السوق العربية المشتركة، وما يلزمها من إزالة الحواجز الجمركية والازدواج الضريبي، وتوحيد الإجراءات الحدودية؛ لتسهيل حركة التجارة عبر الحدود لتنشيط حركة التجارة البينية بين الدول العربية، وهو ما يصب في النهاية لصالح أفراد الشعوب العربية والخليجية من رفع مستوى المعيشة.
وقد حمل بيان التوصيات تجديد الرئيس الأمريكي بايدن التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالعمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط وكأن الخراب والدمار ومئات الآلاف من القتلى في العراق وأيضًا اليد الخفية التي كانت وراء ثورات الخراب العربي في تونس ومصر وليبيا والسودان واليمن، وخلفت وراءها الدمار الشامل؛ كل ذلك كان من مجهول وفعلًا إذا لم تستحِ فافعل ما شئت، وإن الشيطان سيظل شيطانًا حتى لو ارتدى ثوب الملائكة، وتصرف مثل الحملان، وتكلم مثل الزهاد والواعظين.