العالم الان مشغول سرا وجهرا بالحديث عن الامن الأخلاقي وضرورة البحث عن وسائل لترسيخه وفرضه باي وسيلة ..في مواجهة لوبي الشواذ واللواطيين ومن يطلقون عليهم اسم الدلع ” المثليين”!
محاولات التسلل المستمر والمستفز للشواذ وزبانيتهم وممارسة أنواع من الارهاب الفكري بأدوات متعددة منها ما هو سياسي او قانوني تشريعي او اجتماعي او فني طرح العديد من الأسئلة الحقيقية والحرجة حول مدى صحة التراجع او الانهيار الأخلاقي في المجتمعات المعاصرة وتأثير ذلك على الشباب خاصة والأطفال عموما وعلاقة ذلك بالحوادث المفجعة التي تشهدها الساحة بصورة مزعجة ومؤلمة خاصة فيما يتعلق بالقتل والاغتصاب وجرائم الزنا عامة والعلاقات المحرمة بين الأقارب وغيرهم الامر الذي احدث في بعض الحالات صدمات حقيقية وأصاب الجميع بالذهول.
التراجع الأخلاقي بات هما مقلقا للدوائر الحريصة على القيم والعلاقات الاجتماعية والإنسانية القويمة وكل ما يحقق الامن والاستقرار على المستويات كافة.
السؤال الأهم هل حدوث التراجع الأخلاقي عملية مقصودة ام انه حدث سهوا أم نتيجة طبيعية لسلسلة طويلة ومتتابعة من الاستهتار بالقيم والعبث بالمنظومة الأخلاقية ابتداء من الصغير حتى الكبير ..واستمرار التطاول بشكل فج ومزر حتى بلغ عنان السماء بالفعل وتم التحرر من كل شيئ حتى من ربقة الدين وتبعها تصاعد موجات الالحاد والظهور الفاجر العلني للملحدين على الفضائيات وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي وتبع ذلك التطاول على كل شيء حتى على الكبير المتعال ولا حول ولا قوة الا بالله بالعلي العظيم..
هنا لابد من الاعتراف بان وسائل التواصل كان لها دورها الخطير والفاعل في انهيار الأمن الأخلاقي والعبث في منظومة القيم عموما وكان من الطبيعي ان تعاني المجتمعات من ويلات الحصاد المر لغياب الأمن الأخلاقي بعد ان ضعفت وسقطت حصون كثيرة كان من مهمها الرئيسية حماية القيم والاخلاق والحفاظ على الوعي العام وتأمينه من الاختراقات السامة والمميتة.
احد نتائج الحصاد المر ..أن وصل المجتمع الحديث إلى مرحلة المثلية العلنية والترويج لها ومحاولة تقنينها ومأسستها وفرضها على شعوب الأرض بالقوة بكل أشكال الضغط المادي والمعنوي والتهديد الصريح في حال الرفض والمقاومة وتشكيل جمعيات او لوبيات مهمتها الدفاع عن الشواذ وما يسمى حقوق الشواذ وتقبل الامر على انه شيئ طبيعي وليس مرضا ولاعرضا وبالتالي التمكين للشواذ في كل مكان ومنحهم الأفضلية على خلق الله..
الامر أعاد للواجهة مواقف الدول والقوى المختلفة من تلك الدعوات وطرق مواجهتها ومقاومتها.. فاذا كان موقف الدول الغربية مثيرا وصادما للعقل والمنطق الإنساني وغير الإنساني خاصة بعض الجهات التي اتخذت من الشذوذ سلاحا ووسيلة للضغط على المجتمعات الأخرى واستخدمته أيضا كنوع من الاغراء للحصول على تسهيلات وامتيازات او مساندة لمواقف سياسية هنا وهناك في مقابل التمكين للشواذ او على الأقل عدم الاعتراض على وجودهم او مقاومتهم..
الا ان الموقف الاسلامي عموما في المقابل يدعو للحيرة والريبة والتعجب خاصة حالة الصمت العاجز في المواجهة ..بدت الدول الإسلامية وهي المفروض انها صاحبة رسالة أخلاقية يفرضها دينها الإسلامي.. رسالة إنسانية سامية للارتقاء بالإنسان ومنظومة القيم عموما ..فقد اكتفى بعضها بموقف المتفرج المندهش الفاغر فاه أمام موجات المد المثلية اللواطية التى تتمدد وتتمدد وتخترق ساحات عديدة بأساليب ممنهجة وتكتيكية لتكسب أرضا وجمهورا وتسلط أسلحتها على الشباب ومن قبلهم الاطفال.
كنت اتوقع حربا فعلية على اللواط واللواطين ومواجهة قوية للدعوات الغربية المتسلسلة يوميا إلى كل مكان بلا أي حرج بعد ان نجحوا في الوصول إلى دور العبادة واستخدامها كبوابات للاختراق وتزييف الوعي ولا يزالون يحاولون انتزاع تأييد من رجال دين في الكنيسة الغربية وتأسيس مساجد ..نعم مساجد خاصة للمثليين بأئمة مثليين ..نعم حدث ويحدث في كل من المانيا وفرنسا. ويحظون بكل اسف بدعم كامل ورعاية بلا حدود
صحيح هناك رفض من جانب بعض الكنائس الشرقية ومؤسسات دينية كالازهر إلا أنه رفض غير كاف إذ يتم الأمر على استحياء وكرد فعل فعل فقط عندما تحدث هجمة من هنا وهناك ..مع أن الأمر يحتاج الى حزم وحسم واتخاذ خطوات وإجراءات للمنع والحماية.
لم تتحرك المؤسسات بما فيه الكفاية أمام موجات الهجوم والاختراق اللواطية سواء عن طريق الفنون افلام ومسلسلات وبرامج اطفال.. وحملات ترويج في المنتديات والمحافل الدولية والمناسبات الجماهيرية .. فلم نشهد خطوة جريئة ومتقدمة مثلا كما فعل البرلمان الروسي مؤخرا
الاخبار الواردة من موسكو توكد ان البرلمان الروسي يناقش مشروع جديد بعنوان حظر المثلية وإنكار القيم العائلية مشددا على انه من الضروري وضع تدابير تهدف لضمان الأمن الفكري والأخلاقي والعقلي للمجتمع الروسي بما في ذلك تعميم حظر انكار القيم العائلية والعلاقات المثلية”.
قد يبدو مدهشا ومثيرا لدى البعض ان روسيا تحارب المثلية بكل قوة خاصة وان التحرك البرلماني الهادف لمنع كل ما يروج للمثلية باي شكل من الاشكال سبقه مواقف معلنة من الرئيس بوتين شن فيها هجوما كبيرا على الغرب بل انه كان يعاير قادة أمريكا وأوروبا بانهم يشجعون ويدعون الى المثلية والشذوذ معتبرا انهم يعيشون حالة من التناقض الفكري والإنساني ويكشف زيف دعواتهم الأخلاقية خاصة ما يتعلق بحقوق الانسان واشياء أخرى..
الغريب في موضوع مواجهة الشذوذ انه عندما ظهرت بعض الجماعات المناهضة له وصممت حملات توعية على الفيس بوك وتويتر تعرضت للحذف والازالة باعتبار انها مناهضة للقيم او انها غير متسقة مع الاخلاقيات الحديثة او الغربية..
الامن الأخلاقي لم يعد ترفا او مسألة محل نظر فهو لايقل أهمية عن أي نوع اخر من أنواع الامن التي يتحدث عنها المتحدثون في السياسة والاقتصاد والامن وغيرها..فهو يمتلك ميزة تساعد وتعضد من قوة كل أنواع الامن الأخرى ويساعدها في تحقيق أهدافها المشروعة..
الامن الأخلاقي اصبح ضرورة وطنية وقومية ودينية وباتت حمايته والسهر عليه أولوية لان المجتمع الذي يفقد امنه الأخلاقي فانه سيسقط في هاوية الفوضى وما ادراكم ما الفوضى وتوابعها.
لذا فان المسئولية هنا ليست على عاتق جهة واحدة فقط بل الجميع مسئولون كل وسائل التنشئة الاجتماعية من الاسرة حتى المدرسة والنادي والمؤسسة الدينية ووسائل الاعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي ومؤسسات الترفية والإنتاج الفني والدرامي وهذه واحدة من اخطر الوسائل فقد ثبت بالفعل ان التأثير الخطير والمدمر للادبيات المترجمة من قصص وافلام ومسلسلات مترجمة او مدبلجة في العبث بالاخلاق واحداث خلل وشروخ واضحة في منظومة القيم بالمجتمعات وخاصة العربية والإسلامية والتي تعرضت لغزو رهيب و هجوم كاسح من تلك الاعمال سواء بالهندي والأرجنتيني والبرازيلي والتركي فضلا عن الانجليزى والفرنسي والألماني.. استقبلت المنطقة الاف والاف الاعمال التي تحمل قيما مغايرة ومناقضة للعادات والقيم الدينية والاجتماعية وبعضها تركت اثارها على سلوك الافراد خاصة فيما يتعلق بالحب والعلاقات الاجتماعية المرفوضة وغيرها.. ناهيك عن برامج البث المباشر من الفضائيات إياها وتحمل الكثير والكثير من البلاوي اللاخلاقية.
يجب الا ننسى في المواجهة أن الدين والأخلاق وجهان لعملة واحدة وأن التنشئة الدينية جزء لا يتجزأ من التنشئة الأخلاقية وان الدين هو روح التربية الخلقية وقوتها المحركة..
الامن الأخلاقي قضية القضايا لواردنا بجدية إعادة تشكيل الوعي وصياغة الشخصية الوطنية على أسس سليمة للارتقاء بالمجتمع ليحتل مكانة لائقة بين الأمم المتحضرة.
والله المستعان.
Megahedkh@hotmail.com