المسلمون ليس أمامهم الا الهجرة إلى الإسلام من جديد هجرة شرعية حقيقية بعدما فعلوه بأنفسهم ودينهم حتى أصبح يقال بلا أدنى حرج أن المسلمين هم أسوأ صورة للإسلام وأخطر محام فاشل عن الإسلام بعد أن هجروه
واهملوا علاقتهم به وعلى أضعف الإيمان حين حاولوا عبثا ان يبحثوا عن اطواق نجاة خارجه فوقعت الواقعة…
أكثر الناس حاجة إلى الهجرة اليوم هم المسلمون..كل عام تأتيهم ذكرى الهجرة تقرع الأذهان تحث الجميع أن هاجروا..هاجروا إلى الله ورسوله .. ومع أن نداء الهجرة إلى الله لا يتوقف ولا ينقطع في كل ساعة من ليل أو نهار.. فإنالامر يبدو وكأنه لا حياة لمن تنادي..
كل ما حولك يهتف بك أن هاجر إلى الله ورسوله..إذا أردت امنا أو سلاما أو راحة بال أو خروجا من مأزق أو ضيق أو بحثا عن فرج أو عن منفذ أو منقذ مما حل بك من أمور صعبة أو عسيرة أو حتى سهلة ميسورة ..
الوقائع على الأرض وشواهد الحياة تؤكد ان كثيرين فقدوا البوصلة ومعها القدرة على التحكم في دفة التوجيه وزاد من صعوبتها اضطراب موجات الحياة المتصاعدة وتشابك الأحداث المتسارعة فضلا عن تعقيداتها المحيرة فلم يضلوا الطريق فقط بل وأضلوا الآخرين..
عندما تكثر الفتن وتتوالى الخطوب لا مفر من الهجرة إلى الله ورسوله ابتغاء مرضاة الله ورضوانه.. صوت العقل ونداء الضمير والحاح الروح الحية اليقظة يستصرخ دائما من الأعماق..لابد من الهجرة وان طال السفر..للوصول إلى مرافئ الإيمان الدافئة ومواطن السكينة المطمئنة وركوب سفن النجاة للولوج إلى مداخل السعادة الحقيقية والارتقاء إلى عوالم من الطهر والنقاء تحتاجها كل نفس متعبة انهكتها دوامات عنيدة على دروب الحيرة وسط كثبان التيه المهلكة حتى وجدت نفسها على شفا جرف هار..
المسلمون ليس أمامهم الا الهجرة إلى الإسلام من جديد هجرة شرعية حقيقية بعدما فعلوه بأنفسهم ودينهم حتى أصبح يقال بلا أدنى حرج أن المسلمين هم أسوأ صورة للإسلام وأخطر محام فاشل عن الإسلام بعد أن هجروه أو اهملوا علاقتهم به وعلى أضعف الإيمان حين حاولوا عبثا ان يبحثوا عن اطواق نجاة خارجه فوقعت الواقعة فأصبحوا كالمنبت لا ظهرا ابقى ولا نجاة حدثت.. ضاعوا وضيعوا أنفسهم ودينهم ..وكم كان مخزنا أن يجهر المهاجرون الجدد إلى الإسلام بالقول الحمد لله أن عرفنا الاسلام قبل أن نعرف المسلمين..
لا ننسى كم الموبقات التى الصقها أعداء الدين عموما بالإسلام استنادا إلى أفعال وتصرفات المسلمين حتى وهم يعترفون بأنها ليست من الاسلام.. كل الافكار الإرهابية والافعال الخارجة عن روح الإنسانية من جرائم وتمييز عنصري وانتهاكات لحقوق الإنسان عموما والمرأة والطفلة وحتى الحيوان الصقوها عنوة بالإسلام وهو منها براء
اليس في هذا ما يكفي للاصرار والعزم على الهجرة إلى الإسلام؟
العيش في رحاب الاسلام كمهاجرين وأنصار هو الضمان الاكيد للسعادة ..السعادة الحقيقية سواء في الدنيا والآخرة أيضا..
كما يقولون كم من عصفور مستهدف بتلك الهجرة المنشودة ..
لعل في مقدمتها قطع الطريق على المزايدين على الإسلام ومحترفي التجرؤ على الدين ومن يتاجرون بالدين من داخل الدائرة الإسلامية أو ممن تم تدجينهم وتجنيدهم كمعاول هدم والهجوم المستمر على الدين وأهله ومن استمرءوا عمليات الطعن في الدين ومن استهوتهم استراتيجيات الشيطنة لكل ما له علاقة بالدين والمتدينين.
الهجرة إلى ينابيع الاسلام الصافية ستفتح كل الابواب الموصدة امام معارك الوعي الكبرى وستكشف زيف المزيفين وتبطل اراجيف المرجفين في المدينة وغير المدينة..ستخرس السنة الحاقدين ستجهض احلام وأوهام الساعين إلى صناعة اسلام جديد..اسلام على مقاسات المهووسين بالغرب وعوالمه الاباحية المفتوحة على مصراعيها..من يعادون المنظومة الأخلاقية التي ارتضاها الله لعباده..للبشر في كل زمان ومكان ..انهم يسعون الى خلق اسلام مودرن متساهل مع المنحلين خلقيا وأخلاقيا يبيح كل شيء لايعرفون معه أي قواعد او حدود .. كل شيئ مفتوح حتى مع الرذائل ولا يمنع الفواحش ما ظهر منها وما بطن ويشيعونها حتى بين المؤمنين والمتقين والا أصبحوا هم شواذا بين شذاذ الآفاق والبوهيميين وأمثالهم من حثالات البشرية.
أنها هجرة حقيقية تؤسس لحياة كريمة ترفع قواعد البنيان الحضاري شاهقة إلى عنان السماء..تبني إنسانا جديدا قادر على تنفيذ مهمة الاعمار في البلاد بكل ما أوتي من قوة وعزم ويعد للحياة الكريمة كل ما هو ممكن من قوة ومن رباط ضروري سواء في الزراعة والصناعة والتجارة وغيرها..
انها هجرة تؤسس لإنسان قادر على استيعاب حركة الحياة والتفاعل مع التنوع الإنساني وما فيه من اختلاف يحقق التكامل والتعاون والتعارف بما يحقق السعادة ويحمي الكرامة ويصونها بلا غرور أو استعلاء من اي نوع وعلى أي صعيد..
**السؤال الذي يفرض نفسه..هل الهجرة المنشودة قادرة على تحقيق كل ذلك؟!
الجواب بكل بساطة نعم..والتجربة خير دليل على مدار التاريخ الاسلامي كله.. ستكتشف الحقيقة بكل سهولة مع القراءة الصحيحة والعادلة لتطورات الأحداث وليست تلكمو القراءات المريضة والمغرضة المهمومة باهالة التراب على كل ما هو جميل ونافع ويكون مصدر قوة للدولة وللناس ايضا..
الوقائع بداية من أحداث الهجرة النبوية المباركة..مع إشراقات الاسلام الاولى مع المهاجرين الاوائل الذين هاجروا بالإسلام من ناحية وهاجروا إلى الإسلام من ناحية ثانية..نموذج رائع وفريد على مستوى بناء الإنسان وعلى مستوى بناء الدولة على أسس صحيحة وأركان قوية هدفها الأول والأخير تحقيق السعادة والأمن والاستقرار للجميع داخل الدولة وخارجها مهما تنوعت وتباينت انتماءاتهم ومشاربهم وعقائدهم الدينية..
القراءة الصحيحة والمستوعبة لاحداث الهجرات الأولى الى الحبشة وما فيها من هجرة بالإسلام من اجل الاسلام ولقاء النجاشي والحوار معه وما تم من نقاش مفتوح مع المهاجرين واهل الحبشة ومجرمي مشركي قريش الذين تعقبوهم حتى بلاط النجاشي وما اظهره المسلمون من قوة حجة وبرهان..
كلمات جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه للنجاشي في ذلك الموقف لا تزال تنير كل الطرق:”أيها الملك كنا قوما على الشرك، نعبد الأوثان ونأكل الميتة ونسيء الجوار ونستحل المحارم بعضنا من بعض في سفك الدماء وغيرها لا نحل شيئاً ولا نحرمه فبعث الله إلينا نبيًّا من أنفسنا نعرف وفاءه وصدقه وأمانته فدعانا إلى أن نعبد الله وحده لا شريك له،ونصل الرحم،ونحسن الجوار،ونصلي ونصوم،ولا نعبد غيره”.
وبعدها أعطى النجاشي الأمان للمسلمين وقال لهم “مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده أشهد أنه رسول الله وأنه الذي نجده عندنا في الإنجيل”.
لا يقل أهمية ما حدث مع المهاجرين من مكة الى المدينة واحداث البيعة الأولى والثانية في العقبة والهجرة الى الإسلام واللحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم ومبايعته البيعة الشهيرة في الإسلام رجالا ونساء..
**يقول الله تعالى في سورة الممتحنة: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ۙ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ “.
**المهاجرون الى الله بصدق..لن يضلوا الطريق أبدا..ونداء الهجرة إلى الله لا يتوقف..كما جاء عن النبي ﷺ: »لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها«.
هاجروا الى الإسلام واحذروا ان تهجروه ..
والله المستعان ..
Megahedkh@hotmail.com