حسنًا بدأت الحكومة في وضع خطة قومية بشأن زيادة حركة السياحة الوافدة من مختلف الأسواق السياحية العالمية؛ سواء المتعارف عليها أو الجديدة التي يتم استهدافها، خاصة أن مصرنا الحبيبة عامرة بكل مقومات السياحة بكل أنواعها المختلفة؛ سواء الأثرية أو الثقافية أو الترفيهية أو سياحة السفاري في صحاري مصر الساحرة وجوها الخلاب وشواطئها التي ليس لها مثيل في العالم كله، وغيرها من المقومات الجاذبة والمقاصد السياحية التي تجذب ملايين السائحين من مختلف انواعهم.
ويجب ألا تعتمد خطة الجذب بنسبة كبيرة على الأهرامات وأبوالهول والمناطق الأثرية فقط بأنها العامل الوحيد للجذب السياحي في مصر، كما كان يحدث في السابق وحاليًا، والتي لا ننكر أنها عنوان السياحة في مصر، ولكن هناك مشاهد ومناظر جذابة أخرى لابد أن تتصدر الحملات الترويجية، ولابد أن نلقي عليها الضوء والتي تظهر مصر بالشكل الحضاري المتقدم، ومنها المشروعات القومية الكبرى والعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين والمدن السياحية وشواطئ الساحل الشمالي والفنادق المتميزة العالمية ومشروعات المترو والمونوريل الكهربائي وغيرها من المشروعات، وحتى نبذة عن المشروعات التي سيتم تنفيذها مستقبلا.
وأيضًا الاهتمام بالسياحة الدينية والكنائس العتيقة الموجودة في أنحاء مصر والأزهر الشريف الذي كان منذ الدولة الفاطمية وعلى مر العصور ملتقى الثقافات للعالم الإسلامي كله، وغيرها وغيرها من عوامل الجذب السياحي التي لابد أن تتصدر البرامج السياحية، وأيضًا الاهتمام بسياحة المؤتمرات، والسياحة العلاجية في واحة سيوة، وإحياء مشروع مياه العيون الكبريتية بحلوان، والاهتمام بالسياحة الطبية؛ حيث تمتلك مصر أكبر مراكز طبية في علاج الكلى والجهاز الهضمي والقلب والعيون وغيرها في الشرق الأوسط.
وهكذا لابد من ضرورة إظهار شكل مصر الحضاري، وليس كما كان يتم الترويج بصور الجمال وعربات الحنطور والرمال في مناطق أبوالهول والأهرامات والأقصر وأسوان، وأتذكر أنني كنت التقيت بإحدى الفتيات في مؤتمر الشباب بمدينة شرم الشيخ؛ وهي من أب وأم مصريين قد هاجروا إلى كندا، وتم دعوة هذه الفتاة التي لم تزر مصر مطلقًا، وذلك ضمن مشروع وزارة الهجرة التواصل مع الجيل الثاني والثالث للمغتربين بالخارج، وفوجئت أنها تقول إنها كانت تعتقد أن مصر مناطق أثرية فقط، وأن وسيلة التنقل هي الجمال والخيول والدواب، وليس بها أي تقدم؛ وذلك من الترويج السياحي التي كانت تشاهده عن مصر، حتى قالت بالحرف الواحد إن مدينة شرم الشيخ ليس هناك في جمالها في كندا!!
ولذا لابد من الارتقاء بكل المقاصد السياحية على وجه العموم، وليس سياحة الآثار فقط.
mahmoud.diab@egyptpress.org