ستة أفراد، ولقاء ،وتفكر غيروا مجرى التاريخ وجددوا الأمال في انطلاق الدعوة من حصارها المحكم. هؤلاء السته لم يتفقوا على الذهاب إلى مكة جميعا وانما التقوا على الإيمان بالنور الذي قدر الله أن يلتقيهم فبعضهم مثل أبو أمامة أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس الذين ذهبا إلى مكة ليحكم بينهما عتبه بن عبد شمس فيما “تنافرا ” حوله من حسب ونسب وغيرها والتنافر هو التفاخر فيما بين رجلين وادعاء كل واحد منهما أنه الأفضل والأشرف والاجود وهكذا ، فيتفقا على أن يتحاكما إلى رجل من أشراف القوم ليحكم لأحدهما فإذا حكم لأحدهما خسر الآخر ما اتفقا عليه من مال أو غيره
وأما الإخرون من قبيلة الخزرج فقد ذهبوا إلى مكة ليستعينوا بقريش على قبيلة الأوس التي انتصرت على الخزرج في حرب بعاث ونصرها اليهود في هذه الحرب .
لكن الله سبحانه وتعالى شاءت قدرته أن يلتقي هؤلاء برسول الله صلى الله عليه وسلم ويسلمون جميعًا ويعودون دون أن يلتقي المتنافران بمن يحكم بينهما أو يلتقي الباحثون عن العون العسكري من أهل مكة بمن يبرمون معه العهود على ذلك وعادوا جميعًا دعاة إلى الإسلام حتى أن سيدنا مصعب بن عمير أول رسول لرسول الله إلى المدينة والذي سافر مع أهل يثرب الإثني عشر ،أصحاب العقبة الأولى وجد أن أربعين مسلمًا في المدينة دخلوا الدين بعد عودة هؤلاء الستة .
إنها أقدار الله وفضله قوم ذاهبون إلى مالا خير فيه من تنافر وتعاهد على الشر والقتل فيعودون بخير الدنيا والآخرة
أما هؤلاء الستة فهم أبو أمامة أسعد بن زرارة من بني مالك النجار وكان ممن واختاره الرسول صلوات الله وسلامه عليه نقيبا من النقباء الاثنى عشر الذين يمثلون أهل المدينة من المسلمين وقد شهد ابو أمامة بيعة العقبتين أما زكوان بن عبد قيس فبعد عودته مسلما إلى المدينة رجع إلى مكة ليكون بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم وظل معه حتى أمر رسول الله أصحابه بالهجرة فهاجر إلى المدينة فأصبح من المهاجرين ومن الأنصار .
وثالث الستة عوف بن الحارث بن رفاعة ابن عفراء من الخزرج واستشهد في بدر.
والرابع : رافع بن مالك بن عجلان وكان أحد النقباء وحضر بدر واستشهد في أحد
والخامس: خطبة بن عامر وهو ممن شهد المعارك كلها واستشهد في صفين
والسادس جابر بن عبد الله بن رئاب وشهد المشاهد كلها وكان من رواة الحديث .