قال..
نعم..
يريدك قلبي..
إنما كان الخرس نصيب اللسان..
فكيف أخبرك أني أحبك؟!..
وللغياب بيننا ألف قصة..
أنا لا أجيد النطق..
وأنت بألف أذن..
لكنها لم تكن تسمع..
كيف ألتقيك خارج حدود الورق..
وأنت لا تقرأ..
وأنا بعجزي،،،
لم أتقن يوما صنع الثورات لتراني..
كيف أخبرك أني مصاب بك حد الموت عشقا؟!..
وجراحاتي النازفة بك، كانت دائما بلا لون..
كيف أخبرك أنك تسكن تفاصيلي؟!..
وبيننا لعنة الجغرافيا..
وحقد المسافات..
فلا أنت كنت لتترك عالمك الممتلئ بالضجيج..
لأجلي..
ولا أنا ذلك الاستثنائي..
الذي يستطيع الطيران دون أجنحة..
ويحول صمت الكلمات إلى عواصف..
لكنني أحببتك..
خمسون فصلا من الاشتياق ها هنا..
أكابد وحدي مد اللفة..
عاريا من الشواطئ..
من المرافئ..
ومن المنارات..
وأنت تغفو في أحضان الجزر وتنام..
تنعم بعامك الفارغ من الهوى..
الفارغ من الخريف..
وتساقط الأوراق..
بالله عليك..
أخبرني..
كيف تتعادل كفتا الهوى؟!..
وأحدنا يحمل أثقاله في قلبه كجبل..
مسجونا بين وجع الحنين وقسوة الانتظار..
يجر خطاه المتعبة من مساغب الزمان..
والآخر،،،،
لم يفكر ولو مرة..
أن يكسر المألوف..
ويتمرد على العادات..
وكأن من كتب عليه الرحيل..
عليه أن يكمل الدرب وحده..
ليصل حين يصل..
إلى موعد بلا لقاء..
وقد مات الحلم..
وشاخت الأمنيات..
ألم يكن حريا ببياض قلبك يا سيدي؟!..
أن تخبرني،،،،
أن بعض القلوب لا تغريها المخاطرة..
ولو كان الموت لون فصولها..
وأن بعض الروايات أيضا..
تكذب..
فيأتي الختام يجر السواد إلى عيون..
طالما كان حلمها النور..
النور فقط..
ولو بمقدار اتساع حدقتين..
ألم يكن حريا بالطهر بين ضلوعك؟!..
أن تخبرني أنك..
حينما وقفت يوما ببابي..
إنما كنت هازلا تلعب..
وأن جدك تركته في أرض أخرى..
ريثما تتخلص من آثار نكبتي..
وتعود..
والآن ماذا..
وقد أغلقت أبواب الحكايات؟!..
لا شيء عليك يا حضرة الموقر..
أنت لم تكن حينها أنت..
فدعني أحررك من كل قيد بيننا..
من كل ميثاق قطعناه هنا..
وإليك تأشيرة العبور..
فاهنأ بما أنجزت..
وقد أحلتني ميتا..
وحينما ترجع إلى ديار لهوك..
فأخبرهم..
أنك عدت..
بجواز سفر..
ممهورا بتوقيع ميت..
وعليك السلام..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..