من سمات الدول المتقدمة والمتحضرة أن تعرف القيادة في أي موقع مسئولية أهمية التكليف الذي أوكل إليها، وأنها في الأساس في خدمة المواطن بالدرجة الأولى، وحل أي مشكلة تصادفه، وذلك في حدود القانون وقمة الرقي والتحضر أن تتواصل معه، وذلك يزيد من حجم الانتماء المواطن تجاه وطنه ويمنحه الإحساس بالفخر أنه يعيش في وطن يقدر ويحترم مواطنه، وهذا ما حدث من الفريق محمد عباس وزير الطيران الذي اتصل بأحد الركاب المصريين وقدم له الاعتذار بعد أن تعرضت حقيبة السفر الخاصة به للتلف بعد وصوله مطار القاهرة الدولي على متن رحلة مصر للطيران، وأنه أمر المسئولين بشركة مصر للطيران بأن يقوموا بتعويض الراكب عما حدث تعويض مادي ومعنوي.
وبلا شك أن هذا التصرف من وزير الطيران يؤكد مدى الرؤى والفكر المتحضر من قبل هذه القيادة في إدارة هذه الشركة الوطنية وهي شركة مصر للطيران للعمل علي تقديم أفضل خدمة لإرضاء الراكب، وهذا ما يحدث في معظم شركات الطيران العالمية، وذلك أن دل فإنه يدل أن هناك تغيرا حقيقيا وواقعيا تعيشه مصر نحو الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ورفع شعار المواطن المصري أولا وأبدا.
وأتوقع قريبا إن شاء الله سوف نجد من المسئولين في مواقع أخرى أن يحذو حذو وزير الطيران والاهتمام بالمواطن وخاصة في المرافق الحيوية، بحيث عندما يحدث انقطاع لأي خدمة عن المواطن المصري يتم الاعتذار له، وأيضا تعويضه في نفس الوقت سواء بإلغاء رسوم هذه الخدمة عن مدة معينة أو تخفيضها كما يحدث في دول العالم المتقدم لان شعارهم الاعتذار فقط وحده لايكفي وهذا مردوده ايجابي بتنمية الشعور والولاء الوطني وربط الإنسان بالوطن الذي ولد ونشأ وتربى فيه ويجعله يضحي من أجله والزود والدفاع عنه وعدم الانجذاب نحو أي أفكار تضر وطنه وناسه و-بإذن الله- سوف نشهد قريبا ذلك السلوك الحميد في كافة مرافق وطننا الغالي.