شهدت القاهرة خلال الساعات القليلة الماضية حدثا سياحيا فريدا هو الأول من نوعه بالعاصمة المصرية في قلب القاهرة، بإقامة أحدث موديلات عروض أزياء شركة ديور الفرنسية التي قامت بعرض منتجاتها أمام أهرامات سقارة.
الحدث هو الأول في القاهرة والثاني من نوعه بعد أن قامت شركة ستيفانو ريتشي الإيطالية والتي أقامت حفل أزياء منتجاتها في مدينة الأقصر الشهر الماضي ، وهو تأكيد علي الأستقرار والأمان الذي تعيشه البلاد في الشهور الماضية ، فضلا عن قدرة الدولة المصرية علي جذب رؤوس الأموال العالمية للقاهرة وباقي المدن الأخري.
إن الحدث الذي أقامته شركة ديور، والتي استضافت خلاله مشاهير العالم وأغنياؤه تأكيداً علي عودة السياحة العالمية بمعدلاتها الطبيعية ، قبل ثورة يناير 2011 ، والتي وصل قبلها الموسم السياحي لنحو 11 مليون سائح، وهو رقم لم يتحقق مرة أخري للعديد من الأسباب كانت علي رأسها محاربة الدولة للإرهاب الذي تزعمته الجماعة الإرهابية للإخوان المسلمين ، مما تسبب في أضرار عديدة سواء تتعلق بسفك دماء ضحياها من الأبرياء أو الخسائر المادية والأدبية التي خسرتها البلاد لهذه الأحداث المؤسفة.
وبعودة السياحة من خلال أكبر تجمعات كبري شركات الأزياء في العالم ، يعطي إشارة كبيرة لعودة السياحة لمصر مرة أخرى ولكنها هذه المرة بعيدة تماما عن سياحة الشواطئ او سياحة المعالم السياحية للمعابد ، وهو ما جعل المسئولين عن السياحة والأثار المصرية يقيمون زيارة للمعالم الأثرية بمنطقة سقارة كما حدث مع زوار شركة ” ديور ” ، مع مطالبة مسئولوا السياحة بتنظيم رحلات شارتر للأماكن السياحية المصرية الأخرى للتعريف بأهمية الحضارة المصرية عبر العصور القديمة والحديثة علي السواء.
الانتعاش الذي تحياه السياحة المصرية خلال الفترات القليلة الماضية يشير بوضوح إلي حالة الطمأنينة التي يشعر بها السائح خلال جولاته في مصر، وهو نتاج للتعاون بين كافة مؤسسات الدولة، وهو أمان كان مفقوداً في السنوات الماضية ، حيث كانت كل مؤسسة تعمل منفردة وبعيدا عن الأخر وكأنهم في جزر منعزلة أما اليوم تشهد الدولة المصرية تناغم بين كافة قطاعاتها وذلك بفضل المتابعة المستمرة من الحكومة لكل المشروعات التي تتم علي الأرض المصرية، بإزالة كل المعوقعات التي تواجهها أول بأول ، وهي سياسة أفتقدتها مصر لسنوات طويلة عرضت البلاد للكثير من المشاكل والأزمات ، وهو مالم نعد نراه اليوم.
فبعد نجاح كرنفانات الأزياء العالمية علي مسئولي السياحة جذب العديد من القطاعات الأخرى لعرض منتجاتها بالأماكن السياحية المصرية والتي لا تتركز في مناطق بعينها ولكنها تمتد في طول البلاد من الشمال للجنوب وهو ماجعل مصر في نظر شركات السياحة العالمية هي الواجهة الأولى لشتاء هذا العام.
عميد كلية الآداب جامعة قناة السويس