بعيدا عن كل مكتسبات القمة العربية الصينية والتي تحققت على كافة الأصعدة خاصة على الصعيدين الاقتصادى والسياسي، دعوني أتحدث عن جانب آخر للقمة وهو ارتباطها الوثيق برؤية القيادة السياسية المصرية فى علاقة وطيدة بالأهداف المنشودة وأبرزها
المصالح المشتركة دون الاستحواذ.
هذا النهج اتبعه الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ البداية وحرص على بناء علاقات قوية مع العديد من دول العالم في إطار التنسيق والتكامل كما حدث مع الأشقاء فى دول القارة السمراء والتأكيد على أن جميع الشعوب الأفريقية فى مركب واحد والعيش معا في كل الظروف، ووجه الرئيس بتحقيق التبادل التجارى المتوازن والتكامل الصناعى المشترك من خلال إقامة شراكات استثمارية في عواصم الدول الافريقية وفقا للعائد الافضل والقيمة المضافة لجميع الدول دون الأخرى بصرف النظر عن موطن رأس المال أو مكان إقامة المشروع فالمهم هو توفير فرص العمل لشعوب الدول الأفريقية وتلبية احتياجاتهم من السلع والخدمات فى إطار المصالح المختلفة للجميع.
هذا الفكر الراقي والرشيق العادل الذي يستهدف الحق للجميع قد صدقه أشقاونا فى أفريقيا وترسخ فى أذهانهم أن مصر وقيادتها تستهدف البناء والتعمير للجميع دون الاستحواذ أو المصالح الخاصة وأن للجميع الحق في الحياة.
من هنا نقول ان هناك توافقا كبيرا بين رؤية القيادة السياسية في مصر وقيادات القمة العربية الصينية فقد حرص الجميع على بناء تكتل يخدم البشرية فى كل بقاع الأرض تكتل قائم على العدل والمساواة يحقق التوازن الاقتصادى والسياسى بما ينعكس على كل العالم بالاستقرار والرخاء، هذا ما تسعى إليه هذه القمة في دورتها الأولى بالسعودية. هذه القمة وطنية لأنها تسعى لحماية الأوطان من الظلم والعدوان هي قمة تحمل في طياتها الانسانية بكل معانيها وتنظر لتعزيز الجهود الدولية لدفع عملية السلام العادل بالشرق الاوسط وكل مناطق الخلافات والنزاعات فى العالم وفق مقررات الأمم المتحدة، هذه القمة السامية تحمل أيضا في طياتها تنسيق وتكامل السياسات التجارية بين العرب والصينيين في اطار منظمة التجارة العالمية وتبادل الخبرات المختلفة خاصة في مجال انشاء وادارة المناطق الحرة الاقتصادية التى تمتلك منها مصر حظا وفيرا
وعلى رأسها منطقة قناه السويس الخاصة. لاشك أن مثل هذه القمم تحقق التوازن الكبير لجميع القوى والتكتلات فى العالم سواء كانت اقتصادية او سياسية وتحاصر سيطرة البعض أو دولة بعينها على مقدرات الشعوب القمة العربية الصينية خطوة على الطريق الصحيح ودعوة حقيقية للقضاء على الممارسات الضارة والبلطجة الاقتصادية والسياسية التي تمارسها بعض الدول وان التوسع فيها ظاهرة صحية تحقق التوازن بين القوى العالمية وبعضها، وتمنع سيطرة دولة بعينها على العالم، بالتالى عليك أن تختار بين سياسة المصالح المشتركة والنجاح وبين طمع الاستحواذ والفشل.