حكومتنا غير الرشيدة تعتبرنا شعب لبط ما يعجبوش العجب ولا الصيام فى رجب.لذا كلما أرادت ان تقدم على كارثة تقوم بإطلاق بالونات اختبار.فإن انطلقت ولم يحدث رد فعل عنيف كان بها ويتم تمرير القرارات المطلوبة ويا دار ما دخلك شر,وإن ثار الرأي العام سارع كبار المسئولين بنفى الخبر جملة وتفصيلا باعتباره مجرد شائعات يراد بها إيقاع الفتنة بينك أيها الشعب وبين حكومتك الغلبانة التي تسهر على راحتك.تفرحلك فى فرحك وتقاسمك فى جرحك والهم تشيله عنك !
من هذه البالونات التى تم إطلاقها مؤخراً تعديل قانون هيئة قناة السويس بما يتيح تأجيرها.لم يتوقف ليت الأمر توقف عند حدود البالونة, لكن هذه المرة وافق مجلس النواب المصري بالفعل على تعديل بعض أحكام القانون رقم 30 لسنة 1975 الخاص بنظام هيئة قناة السويس، بما يمكّن الهيئة من تأسيس صندوق استثماري تابع لها، ويشمل الصندوق، رأس مال الصندوق، ونسبة من إيرادات هيئة قناة السويس، أو تخصيص جزء من فائض أموال هيئة قناة السويس لصالح الصندوق بعد الاتفاق مع وزير المالية، وعائد وإيرادات استثمار أموال الصندوق، والموارد الأخرى التي تحقق أهداف الصندوق، ويقرها مجلس الإدارة، ويقبلها رئيس مجلس الوزراء.
طبعا لم تهدأ السوشيال ميديا منذ الإعلان عن ذلك القانون وتبارى الجميع فى إثبات وطنيتهم وتحذيرهم من المساس بقطعة غالية تحتل مكانة خاصة فى قلوبنا جميعا كمصريين.الأخطر من ذلك هو تصريح اللواء مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس السابق والذى أكد خطورة القانون على قناة السويس.وحتى مع محاولة رئيس البرلمان التأكيد على أن القانون لن يمس السيادة المصرية على قناة السويس إلا أن صدور المصريين لم تهدأ حتى الآن خوفا ما أن يكون تلك التصريحات هي فقط محاولة لتهدئة الرأى العام.
لقد قامت الحكومة فى الفترة الأخيرة بالعديد من الإجراءات القاسية على موازنة المواطن وعلى جيبه الذي بات يئن ليل نهار ومع ذلك تحمل الناس وكتموا معاناتهم احساسا منهم أنه ربما ليس هناك سبيل أمام تلك الحكومة العجزة سوي الاتكاء عليهم كلما ضاقت بها السبل وفشلت كعادتها فى اتخاذ القرارات الكفيلة بتشغيل المصانع وزيادة عجلة الإنتاج بدلا من القروض الرهيبة, لكن عندما شعر المصريون بالخطر على القناة رفعوا تنازلوا عن شعار عض قلبي ولا تعض رغيفي ورفعوا بدلا منه شعار عض رغيفى ولا تعض قناتي.فقناة السويس قبل أن تجري بين البحرين الابيض والاحمر,فهى تجرى بين شرايين المصريين وأوردتهم والاقتراب منها سيصيب كل من يفكر فيه بلعنة لن تبارح تاريخه إن كان له تاريخ.
كله إلا قناة السويس ياسادة,ولعلهم يفهمون.