ورويدًا غمر نفسي صفاء عجيب..
أدركني إحساس المُصلِّي وأنا أتطلَّع إلى ما يشبه العدم الآن..
ما يميِّز الصلاة – أي صلاة – الصدق مع النفس، حيث لا حاجة بالمُصلِّي إلى الافتعال والتجمل أو البلاغة والتفنُّن في حضرة المُطَّلع على خبايا نفسه، العليم بأسراره، يأتي قاصدًا إلهه، يلقي عن ظهره ما يثقله فيشعر بالراحة، يعمد إلى إزاحة الأستار
التي تظلم نفسه وتقيّد روحه، يُفْسِح مجالاً للصدق لينسلخ
من ظلمات الظَّنِّ وتبزُغ أنوار اليقين.