كتب عادل احمد
من خلال إلقاء نظرة على ما قام به أبناء الهند لمد يد العون للآخر في وقت الشدة، نجد أن فريق الإغاثة الهندي المشارك في مساعدة ضحايا الزلازل في تركيا وسوريا قد ضم مٌسعفة تركت طفليها التوأمين اللذين يبلغان من العمر 18 شهرًا من أجل تلبية نداء الواجب. وقبيل بدء رحلة فريق الإغاثة الهندي، قام العديد من الموظفين بإنهاء مئات المستندات لإعداد أكثر من 140 جواز سفر للفريق المسافر في وقت وجيز للغاية. بل ومن المشاهد الأخرى، أنه لم يتمكن أي فرد من أفراد فريق الإغاثة من الاستحمام لمدة 10 أيام. لقد كانت المهمة التي قام بها فريق الإغاثة التابع للقوة الوطنية للاستجابة للكوارث في المناطق التي ضربها الزلزال في تركيا مليئة بالتحديات العاطفية والمهنية والشخصية. لقد كانت مهمة دخول ثلاثة فرق من الفرق التابعة للقوة الوطنية للاستجابة للكوارث، والبالغ عددهم 152 فردا علاوة على ستة كلاب مدربة في عمليات الإنقاذ في تلك المناطق على نحو اتسم بالسرعة الكبيرة ثم عودتهم إلى الديار بعد انتهاء الرحلة، عملية “مؤثرة تركت في النفوس مجموعة من المشاعر المتشابكة”.
- في 6 فبراير 2023 ، ضرب زلزال مدمر تركيا وسوريا ، وأودى بحياة الآلاف من الأبرياء في غضون ساعات قليلة. لقد أدى الزلزال الذي سجل 7.8 درجة على مقياس ريختر إلى مقتل أكثر من 50000 شخص وإصابة عدد أكبر. وعلى الرغم من وقوع الهند في منطقة الجوار الجغرافي الممتد لتلك الدول، إلا أنها كانت من أوائل المستجيبين لهذه الكارثة المدمرة وأطلقت “عملية دوست”، وكلمة دوست تعني “الصديق”، وذلك بهدف تقديم الدعم الإنساني للدول المتضررة.
- في غضون 24 ساعة من وقوع الزلزال ، أرسلت الهند فرق إنقاذ ومسعفين بل وقامت بإنشاء مستشفيات ميدانية في تركيا. بالإضافة إلى فرق الإنقاذ التابعة للقوة الوطنية للاستجابة للكوارث، قامت الهند كذلك بنشر فريق طبي عسكري مكون من 99 فردًا، والذي نجح في إنشاء وإدارة مستشفى ميداني مجهز بالكامل مكون من 30 سريراً في منطقة الإسكندرونة، حيث استطاع تقديم الرعاية الطبية للآلاف من الضحايا. وضمت هذه الفرق أيضًا العديد من العناصر النسائية، اللاتي كن يعملن على قدم المساواة مع باقي أفراد الفرق في درجات حرارة دون الصفر وكان الجميع ملتزم بالعمل على إنقاذ أكبر عدد ممكن من الضحايا.
- عندما بدأت الفرق الهندية عودتها من المناطق المتضررة ، كان دفء وحب الناس في تلك المناطق بمثابة شهادة حقيقية على نجاح “عملية دوست”. وفي الوقت الذي تعد فيه الهند دائمًا هي المستجيب الأول في منطقة الجوار في المناطق المطلة على المحيط الهندي، فإن انتشار فرق الإغاثة والإنقاذ الهندية في تركيا وسوريا كان أمراً صعبًا بشكل خاص. فعلى عكس القوى الكبرى الأخرى ، نجد أن الهند لا تمتلك قواعد كبيرة في الشرق الأوسط، ولكن سياسة الهند الخارجية ترتكز على المبدأ الهندي القديم “فاسوديفا كوتومباكام” الذي يعني أن العالم كله هو عبارة عن أسرة واحدة.
- لقد انعكس التزام الهند بنفس الصورة خلال انتشار جائحة كوفيد-19. فعندما كان العالم النامي يعاني من نقص حاد في اللقاحات وكانت العديد من الدول الأخرى حريصة على تخزين أكثر كمية من تلك اللقاحات المضادة، قدمت الهند، على الرغم من الموارد المحدودة، تلك اللقاحات لأكثر من 95 دولة من خلال مبادرة “لقاح مايتري”.
- وكان رئيس الوزراء مودي قد صرح في مؤتمر صحفي قائلاً: “إن عملية دوست هي بالفعل مثال حي على تفاني الهند في خدمة الإنسانية، كما أنها تعكس التزامنا بالوقوف إلى جانب الدول المنكوبة.”