أثبتت الحقائق العلمية أن الإنسان الذى اعتاد على شىء أو أدمن عليه يستطيع عندما تخلص إرادته وتزداد ثقته فى قدراته أن يتخلص من عاداته التى يريد أن يتوقف عنها . وذلك أفضل من أن يمتنع عنها تدريجياً . فالإرادة الحادة علاج . خاصة إذا كانت هذه إرادة جماعة من الناس يساعد كل منهم الآخر . وكانت نابعة من العقيدة وكانت لها حوافز مادية وحوافز معنوية . إن شهر الصوم ( شهر رمضان المعظم ) عيادة نفسية لعلاج المعتادين على التدخين والمدمنين على المخدرات والمسكرات . وشهر الصوم والمسلمون جميعاً يؤدون فريضته فى وقت واحد وبإرادة واحدة ورقابة ذاتية واحدة وفرحة عند الفطور ووعد بفرحة أخرى عند لقاء ( الله ) كل هذا السلوك حتما يؤدى بمن صدقت إرادته إلى التوقف نهائياً عن التدخين والتوقف تلقائياً عن الأدمان . والصوم ينشط الإرادة مما يؤدى إلى التغلب والاستبصار بالعادات السيئة والتغلب عليها . والصوم يولد الصبر . والصبر يزيد طاقات الإرادة ويساعد بدوره على إعادة التكيف الخلوى لخلايا الإنسان . التى عندما تعود لحياة الاستقرار تحسن الصحة الجسمية والنفسية للفرد . وقد ثبت من علاج معتادى التدخين والإدمان أنهم إذا منعوا عن التدخين أو الإدمان قهراً وقسراً يعودون بشتى الحيل المختلفة وإذا امتنعوا ذاتياً بإرادتهم تستقر نفوسهم وينجح علاجهم وشهر رمضان المعظم – شهر الصوم – شهر الإرادة – شهر التصميم -شهر الصبر . خليق بأن يساعد مثل هؤلاء الذين مرضوا بالتدخين والإدمان . وإنها لدعوة لكل مدخـن وكل مدمـن أن يتخلق بأخلاق الصوم والشهر الكريم . ويتوقف عن هذه العادات بإرادته وتصميمه حتى تستقر حالته الصحية والجسمية والنفسية ( النفس المطمئنة ) . إن قضية انتشار ظاهرة تعاطى الهيروين والكوكايين هى جزء من إدمان المخدرات بصفة عامة . ولكن بأسلوب جديد لم يكن مألوفاً لدى شبابنا من قبل . وعدد كبير من شبابنا لديهم اعتقاد خاطىء بأن هذه المادة ( غير محرمة ) دينياً بدعوى أن تحريمها لم يذكر فى القرآن الكريم . وواجب رجال الدين أن يفندوا هذه الدعوى بالتفسير الصحيح . كذلك من أسبابها الشائعات المغرضة بأنها تسبب حالة الانتعاش واليقظة والتنبيه والقدرة الجسمية والجنسية ، كل ذلك مضافاً إليه ميل الشباب إلى اتباع كل ما هو جديد والسير وراء الموضة وحب التغيير ، كل هذه العوامل ساعدت على انتشار هذا النوع الجديد من السموم البيضاء وأن اختفاء عامل الخوف والعقاب جعل الشباب يقبل على ( الشـم ) دون أدنى رهبة أو خوف لأن العقاب القانونى يوقع فقط على من يتاجر بهذه المواد وليس على من يتعاطاها عكس ما هو مطبق على تجارة وتعاطى المخدرات . إنه يجب تشديد الرقابة على الشباب بالأندية التى انتشرت فيها ظاهرة الإدمان بصورة واضحة وعلناً . كما أنه يجب تشديد الرقابة أيضاً على بعض المدارس التى تنتشر فيها ظاهرة بيع وشم الهيروين بين طلابها . ويكفى أن أحد طلاب مدرسة معروفة أصيب بحالة إغماء شديد وتم نقله إلى منزله . ولم يلاحظ مدرسوه شيئاً فقد ظنوا أن التلميذ يعانى من حالة ضعف عام . . لكن والدته اكتشفت أثار حقن فى ذراعه . وعرفت أن هذه الحقن بالماكستون فورت المخدرة .. فذهبت به إلى إحدى العيادات الخاصة لعلاجه من الإدمان . نحن نلجأ إلى الطبيب وننسى احتضان الأسرة .