في الليلة الخامسة بملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)
أ.د/ يوسف السيد عامر: حفظ اللسان من أسباب السعادة والتوفيق لصاحبه في الدنيا والآخرة
وشهر رمضان منهج تدريبي ومدرسة نموذجية لحفظ اللسان
كتب عادل يحيى
في إطار نشر الفكر التنويري والتثقيفي المستنير، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وفي الليلة الخامسة بملتقى الفكر الإسلامي بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بعنوان: “حفظ اللسان” مساء الثلاثاء 28/ 3/ 2023م حاضر فيها أ.د/ يوسف السيد عامر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، والشيخ/ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والقارئ الشيخ/ عبد الفتاح الطاروطي قارئًا، والمبتهل الشيخ/ محمد علي جابين مبتهلًا، وبحضور الدكتور/ هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني، والدكتور/ محمد عزت أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ/ السيد عبد المجيد رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن الكريم، والدكتور/ خالد صلاح مدير مديرية أوقاف القاهرة، وعدد من قيادات وزارة الأوقاف، وجمع غفير من جمهور ورواد المسجد، وقدم للملتقى الإعلامي الأستاذ/ حسن الشافعي المذيع بقناة النيل الثقافية.
وفي كلمته أكد أ.د/ يوسف عامر أن حفظ اللسان دليل على استقامة الإيمان قال (صلى الله عليه وسلم): “لا يَسْتَقِيمُ إِيمانُ عبدٍ حتى يَسْتَقِيمَ قلبُهُ، ولا يَسْتَقِيمُ قلبُهُ حتى يَسْتَقِيمَ لسانُهُ”, كما بين أن اللسان من أعظم الجوارح أثرًا، وأشدها خطرًا قال (سبحانه): “مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ”, وأن استعمال اللسان فيما يُرضي الحق وينفع الخلق من أكبر أسباب السعادة والتوفيق لصاحبه في الدنيا والآخرة, كما أكد أن من معاني هذا الشهر العظيم، أنه معسكر تدريبي، ومدرسة نموذجية، وواحة إيمانية، لحفظ اللسان، وصيانته من الباطل واللغو والكلام الفاحش والبذيء، واستثماره بذكر الله (عز وجل) وتلاوة القرآن والدعاء، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الناس الخير, وأن المعيار والفيصل بين الصيام الحقيقي وغيره حفظ اللسان وضبطه عن قول الزور والباطل، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): “مَن لَم يدَع قَولَ الزُّورِ والعمَلَ بِه والجَهلَ، فليسَ للَّهِ حاجَةٌ أن يدَعَ طعامَه وشرابَهُ”, وقال (سبحانه): “فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ”, مبينًا أن قول الزور هو: كل قول باطل من شهادة الزور والغيبة والنميمة والقذف والبهتان ونشر الشائعات, وغيرها مما يجب على الإنسان تركه واجتنابه.
وفي كلمته أكد الشيخ/ خالد الجندي أن اللسان هو قائد الأعضاء كلها قال (صلى الله عليه وسلم): “إذا أصبح ابنُ آدمَ؛ فإنَّ الأعضاءَ كلَّها تكفِّر اللسانَ، فتقول: اتقِ اللهَ فينا؛ فإنما نحن بك؛ فإن – استقمت استقمْنا وإنِ – اعوججتَ اعوججنا”, وأن اللسان يترجم عما في القلب ويعبر عنه، ونطقه له تأثير في بقية أعضاء الجسد، وهذا التأثير يكون بالخير إذا كان الكلام مما ينتفع به من ذكر لله (عز وجل)، أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر، ويكون التأثير بالشر إذا كان نطقه فيه إثم من كذب ونميمة وغيبة, كما بين أن القرآن الكريم عظَّم من شأن الكلمة، حيث قال (سبحانه): “إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ”, كما بين أن اللسان خطره عظيم وضرره جسيم، إن لم يتعاهده العبد ويحفظه من فضول الكلام والقيل والقال قال (صلى الله عليه وسلم): “ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه: قُلْت: بلى يا رسولَ اللهِ قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله، قُلْت: بلى يا رسولَ اللهِ، قال: فأخذ بلسانه، قال: كف عليك هذا. فقُلْت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا مُعاذٍ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم”.