الزيارة التي قام بها السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان للقاهرة والتي استمرت يومان ، التقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي ، وقاما بتوقيع عددا من الاتفاقيات التجارية بين القاهرة ومسقط ، فضلا عن التبادل السياسي خلال اللقاء حول قضايا الأمة العربية والإسلامية إلى جانب التطرق حول التأمين البحري لقناة السويس ، على الرغم تباعد ” السلطنة ” جغرافيا عن الشريان الاستراتيجي لمصر والعالم ، غير أن سلطنة عُمان تطل علي منافذ بحرية إستراتيجية هامة بمنطقة الخليج العربي ، وهو ما يساهم في زيادة الخبرات الأمنية بين البلدين لتأمين المرافق الإستراتيجية داخل البلدين ، مع الاعتماد على الخبرات المصرية في هذا المجال والاستفادة من كل ما تملكه مصر في المجال العسكري.
الأمر الذي يلقى اهتمام إعلامي عربي كبير بهذه الزيارة وبخاصة في الأجهزة الإعلامية للبلدين ، وهو ما أعطي انطباعا بأهمية التعاون المشترك بين القاهرة وعُمان في كافة المجالات بما يعود لصالح الشعبيين العربيين ليكونا نموذجا على مستوي العالم العربي ، وكذلك تري مصر أنها قلب العالم العربي من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه وأنها القدرة والقوة العسكرية الكبيرة ليس في محيطها وعالمها العربي فقط ولكنه يمتد لخارج ، وهو ما يجعل أعداء الأمة ينظرون ” بطرفي العين ” لكل من يقوم بزيارة للقاهرة لأنه يدرك تماما .. كيف تدير مصر علاقاتها مع العرب والأصدقاء والحلفاء في تحقيق مصالح مشتركة ليس لها وحدها فقط ولكن مع هؤلاء جميعا ودون تدخلات في الشئون الداخلية لهذه الدول ولا يمكن أيضا السماح لأحد منهم بالتدخل في الشأن الداخلي المصري أو يفرض على القاهرة ما لا ترضاه .
زيارة السلطان العماني تؤكد اتساع العمل السياسي المصري والتعاون الأمني خلال السنوات الأخيرة مع أبناء المنطقة العربية ” الشركاء ” في مختلف القضايا، فهم جميعا يتفقون على أهمية الدور المصري في المنطقة عسكريا أو سياسيا أو اقتصاديا .
كما يشير زيادة التبادل التجاري بين البلدين في الأعوام الأخيرة إلى الارتفاع المستمر والذي وصل الميزان التجاري فيه بين البلدين في يونيه الماضي إلى 685 مليون دولار، وبلغت الواردات المصرية 244 مليون دولار وفق ا للهيئة العامة للصادرات والواردات .
المؤشر التجاري بين البلدين يرتفع مؤشره بشكل جيد ، ووفق ا للمصادر السياسية القريبة من صناعة القرار المصري ، أكدوا جميع ا أن هناك تعاون ا كبيرا بين القاهرة، ومسقط سوف تشهده الشهور القادمة ، وأن مصر بدأت التحضير لمناورات عسكرية مشتركة ، قد تكون بدايتها بين الأسطول البحري لكلا البلدين لتحقيق وتعظيم القدرات العسكرية البحرية للبلدين وبما يحقق للأمة العربية القدرات الدفاعية عن مقدراتها وممتلكاتها برا وجوا وبحرا ، للحفاظ علي ثروات البلاد من الأعداء والمتربصين السوء بالأمة جميعا .
عميد كلية الآداب جامعة قناة السويس