هل جربت عزيزى القارئ الرجل ان تنتهز مثلًا فرصة أنك وحدك بالمنزل مرة ثم «طقت» فى دماغك تبحث عن حزام تضعه حول وسطك، ثم تقف أمام المرآة بعد أن تكون قد استدعيت على موبايلك أغنية أو موسيقى راقصة مثل «حبيبى ياعينى» مثلا وهاتك يارقص، ثم شعشعت وانهمكت أكثر فى الرقص وأنت تتخيل المطربة اللبنانية تغنى لك: بوجودك يا بو سمرة يحلى السهر بالليل؟! هذا بفرض أنك لست من الرجال الذين يرقصون علنًا فى الافراح والليالى الملاح وغيرها من المناسبات!
أصارحكم القول إننى كثيرا ما ينتابنى هذا الشعور ولم اجرؤ على تنفيذه حتى الآن. لكن خطرت ببالى مؤخرًا فكرة وأنا أتابع اعلانات التليفزيون التى أصبحت فقرات اساسية فى حياتنا. دققت وبحثت وحللت وجدت ان كل تلك الإعلانات تعتمد على الرقص كعامل اساسى. فقلت لنفسى إن سماع كلام المعلنين وشراء منتجاتهم ربما يكون العامل الوحيد الذى يكسر بداخلى حاجز الحياء ويشجعنى على ممارسة الرقص الشرقى الذى أراه يهز أجدعها شنب فى غالبية الافراح.
لم اكذب الخبر وبدأت بالأسهل. وقفت أمام كشك يبيع الحاجة الساقعة من التى يعلن عنها فى التليفزيون ليل نهار. طلبت زجاجة وخشيت أن أشربها فى الشارع فتبدأ تظهر علىّ أعراض الرقص من التى تنتاب كل من يشرب هذا المشروب فى الاعلان. لذا خبأت الزجاجة وأسرعت للبيت وطبعا خشيت كذلك أن أشربها أمام زوجتى والبنات حتى لا تهتز صورتى أمامهن لو رأيننى أرقص عقب احتساء زجاجة الساقع فأسرعت لغرفتى ونبهت عليهن أنى متعب جدا وأحتاج للراحة وأنى لهذا السبب سأغلق الباب خلفى بالمفتاح!! وبمجرد دخولى الغرفة تجرعت الزجاجة فى نفس واحد وظللت أنظر لنفسى فى المرآة حتى أرصد لحظات التحول إلى كائن راقص، مرت دقائق ولم يحدث شىء فقلت لنفسى بالتأكيد المسألة تحتاج إلى وقت حتى تظهر الأعراض. لكن مع مرور الوقت تأكدت من عدم مفعول المشروب، فقررت أجرب منتجا آخر من المنتجات التى تحول الناس إلى كائنات تغنى وترقص. ذهبت إلى مكتب من مكاتب المحمول واشتريت خطًا جديدًا، حيث إن الخط الذى أمتلكه يعود إلى زمن لم تكن خاصية الرقص والغناء قد أضيفت إلى مستخدميه. تحملت شك زوجتى التى زاد شكها عندما أخبرتها برغبتى أن أكون وحيدا عندما اضع الخط الجديد فى العدة ومصمصت شفاها وهى تغادر الغرفة قائلة: كنت متأكدة أنك متجوز عليا لكن متخيلتش تجيب خط جديد مخصوص عشان تكلم عليه السنيورة الجديدة!!
طبعًا لم أتهور ولم استجب لهذا الاستفزاز حتى أقول السبب الحقيقى وهو انى اخشى ان أتحول فجأة فى البيت إلى الرقص والغناء. وهكذا تكرر الأمر عند شراء مرتبة جديدة للسرير، فقد توقعت أن اتنطط على المرتبة الجديدة وأنا اغنى وأرقص لكنها كانت قفزة واحدة قفزتها فى الهواء قبل أن استقر جثة هامدة اضطرت معها زوجتى والبنات للتعاون فيما بينهن لمساعدتى على النهوض من جديد. ومن ساعتها ايقنت أن العيب ليس فيها بل فى شخصى الفاشل فى التجاوب مع تلك المنتجات والتحول لكائن مغنٍ راقص!