ليست المشكلة فى ذلك السويدى المهووس المنحل الذى حرق نسخة من كتاب الله عز وجل ولا فى غيره من المهاويس الذين يملأون بقاع الأرض ويكنون للإسلام ولكتاب الله كل هذا الحقد والغل. المشكلة الحقيقية هذه المرة أن ذلك الشاذ خلقيًا قد حصل على حكم محكمة يمنحه الحق فى تلك الفعلة الحقيرة التى أقدم عليها. يحتاج القاضى الذى منحه ذلك الحكم الكشف على قواه العقلية و على نفسيته المريضة التى سولت له أن يصدر هذا الحكم الغبى الذى من شأنه تأجيج نار الفتنة بين الشعب المسلم فى كل مكان وبين هؤلاء الذين يعتبرون الاعتداء على الأديان يندرج تحت باب حرية التعبير. فإذا كانت شرائعكم تسمح بذلك فالدين الإسلامى يرفض أى عبث أو استهزاء سواء به أو بغيره من الشرائع السماوية. لن تجد دينًا يحترم عقائد الآخرين ويكفل حق العبادة للآخرين مثلما يفعل الإسلام.
إنهم يندهشون من غيرتنا على ديننا وعلى نبينا الذى لا يسلم من حقدهم وغلهم، رغم أنه كان رسولًا للعالمين وكان يحمل هم البشرية كلها ويتمنى لها أن تهتدى لدين الحق. ومع ذلك جاء الأمر الإلهى للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن قل لمن اختار غير الإسلام دينًا من الكافرين: لكم دينكم ولى دين. لكن هؤلاء الحاقدين على الإسلام يحلو لهم بين الحين والآخر أن يسيئوا لنا ولرسولنا الكريم مستغلين حالة الخنوع والذلة التى يعيشها أغلب العرب والمسلمين مع الأسف الشديد. فمن أمن العقاب أساء الأدب. لذا لا يدخر الغرب جهدًا فى إهانتنا والتعرض لديننا ولمقدساتنا ولرسولنا الكريم، ولم لا وكل ما يفعله العرب والمسلمون هو فقط الشجب والإدانة والتنديد. مما جعلنا وسيجعلنا مطمعًا لمزيد من الحاقدين أصحاب القلوب السوداء والضمائر الخربة.
حتى الدعوة التى تبنتها العديد من الشعوب العربية لمقاطعة المنتجات السويدية ومن قبلها الدانماركية والفرنسية تجد من بيننا من يحاول تسفيهها ويقلل من شأنها مثل تلك التصريحات التى أدلى بها محمد العيسى أمين رابطة العالم الإسلامى التى يحاول فيها أصلًا التهوين من شأن تلك الجريمة التى ارتكبها ذلك الأحمق ثم يقلل من أهمية المقاطعة مع أنها تأتى تحت بند أضعف الإيمان الذى لا نملك نحن كشعوب غيره فى ظل تقاعس وتهاون غالبية القيادات السياسية والإسلامية فى التصدى لمثل تلك المنكر، وهل هناك منكر أكبر من الإساءة لكتاب الله عز وجل ولسيدنا محمد صلى الله وسلم؟!
يا أولى الأمر احتفظوا لأنفسكم بدبلوماسيتكم التى تحتم عليكم ضبط النفس وعدم الانفعال مهما كانت فداحة الجرم، لكن اتركوا لنا كشعوب عربية مسلمة ومسيحية عاقلة ترفض المساس بمقدسات المسلمين أن نؤدب هؤلاء الحاقدين بذلك السلاح البتار الذى هو سلاح مقاطعة كل منتجات تأتى إلينا من هذه الدول التى تتذرع بحرية التعبير لتترك لمثل هؤلاء الحثالة من البشر أن تتعرض لمقدساتنا. فليس هناك أنجع ولا أقوى من هذا السلاح السلمى لمعاقبة تلك الدول التى تسمح رسميًا وبأحكام قضائية بالتعرض للمصحف الشريف ولرسولنا الكريم. لا نعترض على تصريحاتكم العنترية وشجبكم وإدانتكم، فلا تعترضوا على مقاطعتنا التى لن نتراجع عنها إلا عندما يكف هؤلاء عن أفعالهم، وكلما عادوا عدنا!.
Hisham.moubarsk.63@gmail.com