عقب ظهور نتيجة الثانوية العامة، نشرت وسائل إعلام أنه بلغ عدد حالات الطلبة والطالبات الذين أنهوا حياتهم نتيجة إخفاقهم ورسوبهم ولم يحالفهم الحظ في النجاح، أو تحقيق المجموع الذي كانوا يأملون للالتحاق بالكلية التي كانوا يرغبونها، وبلا شك كليات القمة، نحو 9 حالات، وهذه الحالات الفردية للأسف الشديد تحدث كل عام، ونقرأها في وسائل الإعلام ونشعر حينها بالحزن عليهم ونتعاطف مع ذويهم، ثم تمر مرور الكرام، دون دراستها ومعالجتها للحيلولة دون تكرارها.
والحمد لله أن هذه المأساة هي حالات فردية تعد على أصابع اليد الواحدة، وليست ظاهرة، وذلك لأن عدد طلاب الثانوية العامة كل عام يتعدى أكثر من 300 ألف طالب وطالبة، ولكن كل روح من هذه الأرواح غالية وعزيزة على أهلها، وحدوث هذه الكارثة مصاب جلل عافانا الله منها جميعا، من هذه المصيبة الجمة لأن كل روح هي فلذة كبد والديها، ولا شك أن جزء كبير من المسئولية يقع علي عاتق الأسرة التي لم تزرع الوازع الديني داخل أولادها في والإيمان بالقضاء والقدر، وأن الله سبحانه وتعالى قسم لكل روح مقدراتها في هذه الدنيا قبل خلقها، وما علينا إلا السعي والعمل وترك الأمر كله لله.
بالإضافة إلى الضغوط الرهيبة التي يمارسها الأهل على أولادهم بتغذية عقولهم بضرورة الحصول على مجموع كبير للالتحاق بإحدى كليات القمة، مثل فلان وترتان، من أقربائهم أو جيرانهم وأولاد أصدقائهم، وأن عدم الحصول على هذا المجموع هو نهاية الطريق، وكل ذلك يصيب الطالب أو الطالبة باليأس والإحباط والتحطيم والتدمير النفسي، إن لم يصل إلى تلك الغاية، وهذا يدفعه إلى ما لا يحمد عقباه في لحظة ضعف.
ولذا لابد من قيام الأهل بتوجيه أولادهم بالتوجه الديني والتربوي منذ نشأتهم وأن نغرس في نفوسهم الرضا بالقضاء والقدر مهما كان، وذلك بعد الأخذ بالأسباب وترك مساحة لهم في اختيار مستقبلهم وعدم ممارسة اي نوع من الضغوط عليهم خلال دراستهم تصيبهم بالإحباط في حالة فشلهم في تحقيق ما يرجوه الأهل وعلي المؤسسات الدينية والمجتمعية المختصة عقد الندوات والبرامج في كافة وسائل الاعلام لمناقشة الدوافع والأسباب، وإعطاء النصائح والتوجيهات لمنع تكرار هذه الحالات الفردية للعمل على ظهور أجيال متفهمة لواجباتها لتفيد بلدها وترفع من شأنه.