تعد الزراعة الذكية بمثابة نظام يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة فى الزراعة الحديثة بطرق مستدامة ونظيفة مع ترشيد استخدام الموارد الطبيعية لاسيما المياه، ومن أبرز سماتها اعتمادها على نظم إدارة وتحليل المعلومات لاتخاذ أفضل قرارات الإنتاج الممكنة بأقل التكاليف وكذلك إتمام العمليات الزراعية كالرى ومكافحة الآفات الحشرية والمرضية ومراقبة جودة التربة ومراقبة حالة المحاصيل الغذائية وتتميز المزارع الذكية بإمكانية حقيقية لتقديم إنتاج زراعى أكثر إنتاجية واستدامة استنادًا إلى نهج أكثر كفاءة فى استخدام الموارد.
إن الزراعة الذكية تأتى فى المقدمة من حيث تقدم التكنولوجيا الحديثة ونظم الرصد والاستشعار ومساعدة المزارعين فى متابعة وتحقيق الكفاءة الزراعية واستدامة الموارد وحماية البيئة إضافة إلى ذلك فإنها تهدف إلى تقديم حلول مستدامة للتغيرات المناخية المتزايدة، علاوة على ضمان وتوفير الغذاء فى المستقبل.
من هنا فإن التكيف مع تغير المناخ والحد من آثاره هو أحد أهم الأهداف الاستراتيجية للتنمية الزراعية المستدامة »2030« والتى ترتكز فى عملها على تنمية الابتكارات والبحث العلمى الزراعى والتكنولوجيا الحديثة ومنها بطبيعة الحال الزراعة الرقمية ونقل التقنيات الزراعية الحديثة والزراعة المصرية ذات حساسية خاصة لتغيرات المناخ، حيث تتواجد فى بيئة قاحلة وهشة تعتمد فى الأصل على مياه نهر النيل وتتأثر بتغيرات مناخية متوقعة، حيث تؤدى التغيرات المناخية إلى تناقص إنتاجية الفدان لمحصول القمح بنحو ٨١٪ والذرة الشامية بنحو ٩١٪ ومحصول الأرز بحوالى ٧١٪ وفى ضوء هذه الأوضاع المتوقعة تستهدف استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة »2030« اتخاذ الإجراءات والبرامج التى تمكن من المواءمة مع الآثار المتوقعة لتلك التغيرات على الزراعة المصرية من خلال التوسع فى استنباط وزراعة أصناف تتحمل التغير فى درجات الحرارة وتتحمل الملوحة والعطش وذات استهلاك أقل فى المياه وتطوير سلالات من محاصيل الحبوب تتحمل الجفاف والحرارة والملوحة والتى من المتوقع أن تزداد مع تغير المناخ.
على الجانب المقابل فإن المزايا الرئيسية للزراعة الذكية تتمثل فى قدرتها على التأقلم والتكيف مع التغيرات المناخية بفضل استخدام التكنولوجيا والحساسات فى الزراعة الذكية حيث للمزارعين مراقبة بيئة المحصول بدقة وتعديل الظروف لتلبية احتياجاته، على سبيل المثال، باستخدام أنظمة الرى الذكية ويمكن للمزارعين تحديد توقيت وكمية المياه التى تحتاجها المحاصيل استنادًا إلى توقعات التكيف مع تغيرات درجات الحرارة والأمطار، وبالتالى تتيح الزراعة الذكية الآتى: تحسين كفاءة استهلاك الموارد وتعد دليلاً على استخدام وترشيد المبيدات الزراعية وإدارة المخلفات الزراعية وتحسين جودة التربة وحُسن استخدام الأراضى فيما يفيد حاليًا ومستقبلاً.
الأستاذ بزراعة عين شمس