تعتبر الهند من أكبر الديمقراطيات ففي العالم نسبة الى عدد سكانها الذى تجاوز المليار وربع نسمة تقريبا وهى دولة علمانية ومتعددة الاعراق والديانات واللغات ورغم ذلك فهي مستقرة نسبيا، وصندوق الاقتراع هو الفيصل لإدارة شئون البلاد ولا يوجد بها صراعات أيدلوجية بفضل نظامها الديمقراطي الذى يضع أهل العلم والخبرة في مقدمة الصفوف.
تمثل التجربة الهندية واحد من اهم التجارب المثيرة للجدل في العالم المعاصر اذ انها اصبحت قوة اقتصادية ضخمة برغم ان أكثر من ربع سكانها يعاني من العوز والفقر “. ولكنها استطاعت ان تبنى اقتصادا قويا قائما على الموارد الطبيعية الذاتية و الموارد البشرية المؤهلة , بفضل نخبها السياسية المتميزة التي تولت تدبير الشأن العام حيث انتقلت الهند من سياسة الانكماش والانعزال الاقتصاديين فى عهد كل من “المهاتما غاندي” وجواهر الال نهرو” الى سياسة الانفتاح على العالم و جذب الاستثمارات الاجنبية التي طورت اقتصاد الهند بطريقة علمية وتكنولوجية وضعته فى مصاف الدول المتقدمة .
قدمت الهند نموذجا للمنظومات التربوية المتميزة اذ استطاع ان ينتج كوادر بشرية متميزة من الاطباء والمهندسين والعلماء الذين استطاعوا ان يتفوقوا على نظرائهم من الصينيين واليابانيين بفضل اتقانهم للغة الانجليزية.
المؤلم ان مصر الان اقتصاديا وماليا تمر بأخطر مرحلة فى تاريخها المالي والاقتصادي بسبب تدهور العملة المحلية امام العملات الاجنبية الاخرى فلا طريق امامنا الا طريق زيادات الصادرات وفتح المصانع المغلقة واستغلال الطاقات البشرية المتدربة فى اقامة المشروعات الاقتصادية وفقا لدراسات الجدوى وليس بطريقة عشوائية
فلا مجال الان لجلوس السادة الوزراء في مكاتبهم فكل وزير لابد ان يتحرك الى مواقع العمل ليباشر بنفسه الخطط التي وضعتها وزارته. والسرعة في اصلاح المناهج التعليمية وتحويل خريجيها الى قوى انتاجية متميزة واصلاح اوضاع البحث العلمي وتحويل منتجاته الى ابتكارات تخدم المنتجات الصناعية والتكنولوجية لتصبح مصر في مصاف الدولة المتقدمة.
ان الدول المتقدمة تحصل من ثمار البحث العلمي على ثروات هائلة من تسويق الابتكارات مما يزيد من دخلها القومي باعتبار ان العلوم التكنولوجيا والابتكار تمثل قوة اقتصادية اضافية ضخمة لبلادهم.
هل أن الأوان ان يكون التعليم والبحث العلمي من ضمن أولوياتنا حتى نتخطى الصعوبات الاقتصادية التي تواجهنا ونسير نحو التقدم والتنمية الاقتصادية
المحامي – مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا