نجيب محفوظ وصلاح أبوسيف يتألقان في أحدث رواياتي
[ حين بلغنا الحي العتيد أوقف السيارة أمام جامع الحسين، ثم توجهنا نحو مقهى الفيشاوي بينما شمس الظهيرة ترمي أشعتها الحانية على الميدان برفق. وإذا برجل تجاوز الثلاثين يجلس على المقهى يستقبلنا ببسمة ظافرة. بدا متين البنية منبسط الجبين ذا ملامح طيبة يرتدي بذلة كاملة بدون رابطة عنق، ويضع نظارة طبية فوق عينيه، بينما تزين خده الأيسر شامة كبيرة بجوار فتحة أنفه مباشرة. صافحه صلاح وهو يهتف:
- معذرة يا عزيزي.. تأخرنا عشر دقائق فقط.
ثم التفت نحوي وهو يشير:
- الأستاذ نجيب محفوظ عبد العزيز.. موظف بوزارة الأوقاف وأديب موهوب.
ثم أكمل التعارف:
- فكري عبد السلام عابدين. خريج كلية الآداب هذا العام والتحق اليوم للعمل معنا في استوديو مصر قسم السيناريو.
فصافحني باهتمام مُرحبًا بعبارات لطيفة، وسألني عن دراستي وتخصصي وأحوال الكلية بصفة عامة باعتباره أحد خريجيها القدامى من قسم الفلسفة. وفور جلوسنا سأله صلاح:
- هل استلمت قصتك الجديدة من المطبعة يا نجيب؟
فهز رأسه بالإيجاب وهتف بسعادة: - القصة قنديل الحالمين بالعدل والحرية والجمال.
ثم تناول من جانبه حقيبة جلدية سوداء ووضعها على فخذيه وفتحها برفق وأخرج منها نسختين، حيث أهداني واحدة وهو يقول بصوت حلو مترع بالفرح:
كفاح طيبة.. قصتي الثالثة.. أرجو أن تعثر فيها على ما يمتع ويفيد