وزير التنمية المحلية يشهد ختام النسخة الثالثة من دورة تأهيل الكوادر الأفريقية ويسلم شهادات التخرج لـ٢١ متدربا من دول القارة
اللواء هشام آمنة :مصر شهدت خلال السنوات العشر الأخيرة مسيرة رائدة تحت قيادة الرئيس السيسي لتحقيق العدالة التنموية
*المتدربون الأفارقة: نشكر الرئيس السيسي ومصر علي حسن الضيافة والاهتمام بتدريب وبناء قدرات أبناء القارة
كتبت خديجة العادلى
شهد اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، مساء اليوم الخميس ختام النسخة الثالثة من الدورة التدريبية لتأهيل الكوادر المحلية الأفريقية والتي جاءت بعنوان (دور الإدارات المحلية في مجابهة الهدر الغذائي) والتي تنظمها وزارة التنمية المحلية بالتنسيق مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية، والتي عقدت في الفترة من ١٠ إلى ١٤ ديسمبر ٢٠٢٣ وذلك بحضور الدكتورة غادة شلبي نائب وزير السياحة والآثار لشئون قطاع السياحة، والسفير محمد عزمي نائب مدير الوكالة وعدد من قيادات وزارة التنمية المحلية .
وقام وزير التنمية المحلية بتسليم الشهادات لعدد ٢١ متدرباً من ١٥ دولة أفريقية هي: ” تنزانيا – الكاميرون – مالاوي- سيشل – بوركينا فاسو – مالي – الصومال – كوت ديفوار – جزر القمر – غينيا كوناكري – جنوب السودان – النيجر – جيبوتي – جامبيا – الجابون”، حيث أتاحت الدورة التدريبية للكوادر الأفريقية دراسة سلاسل القيمة الغذائية ،آثر الاستهلاك غير الصحي في التغذية والأمن الغذائي، وتطوير الإدارة المحلية وعلاقتها بالهدر الغذائي، ودور المحليات في تمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر من خلال عرض برنامجي مشروعك وصندوق التنمية المحلية ومنظومة المخلفات الصلبة والأزمات الإعلامية ، فضلا عن عرض التجربة المصرية فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة فى مصر فى إطار رؤيه مصر 2030 ومبادرة بناء الإنسان المصري، غيرها من المبادرات المصرية التى يشيد بها العالم والمنظمات الدولية.
وخلال كلمته أكد اللواء هشام آمنة أن مصر شهدت خلال الأسبوع الجاري ومع بدء أعمال الدورة التدريبية عرساً ديمقراطيا خلال عملية الاقتراع التي جرت لاختيار رئيسًا للجمهورية وجاءت النسبة المتميزة لمعدلات التصويت لتؤكد أننا في مصر وفي قارتنا الأفريقية على المسار الديمقراطي السليم بوصفة أحد أهم ركائز التنمية.
وقال وزير التنمية المحلية” يسعدني ويشرفني أن اتواجد اليوم معكم في ختام أعمال الدورة الثالثة للقيادات المحلية العليا الأفريقية والتي ضمت عدد من القيادات متنوعي من المناصب والتخصصات ، كالعمد والمحافظين ومساعدي الوزراء ومديري الادارات، وخبراء رفيعي المستوي في العمل التنموي والمحلي، و أتشرف بحضور ختام أعمالها، تلك الدورة التي استمعت من زملائي لعرض مستفيض حول ما أحتوته من جوانب علميه ومعرفيه ، حيث تم فيها بحث الدور الهام للسلطات المحلية في مدن أفريقيا وأقاليمها ومحافظاتها المختلفة في تحقيق الأمن الغذائي ، ومواجهة الهدر الغذائي والذي يتسبب في فقدان نسبة لا تقل عن ٣٣ – ٥٠٪ من جملة إنتاجنا الزراعي في افريقيا سواء من خلال ممارسات خاطئة في مراحل الزراعة الاولي وأساليب الحصاد أو في التعبئة غير الجيدة أو النقل غير المجهز والأسواق العشوائية غير المخططة ، مع عدم وجود سعه كافيه في صوامع الحبوب أو الثلاجات وغيرها من الممارسات الخاطئة مثل الإستهلاك الجائر والغير صحي ، وكلها ممارسات يمكن لكوادر الادارة المحلية اذا ما أحسن تدريبها التغلب عليها .
وأشار وزير التنمية المحلية إلى ان مصر شهدت عبر السنوات العشر الأخيرة مسيرة رائدة تحت قيادة السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي الذي أوفى بكل ما وعد به شعبة ،لافتا الي تبني مبادرات خلاقه لتحقيق العدالة التنموية حيث أهتم من خلال المبادرة الرئاسية حياة كريمة بتنمية الريف المصري لتشهد ٤٥٠٠ قرية مصرية عملية تدريجية ولكن مستدامه للتنمية في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والخدمية والبنية التحتية والطاقة والري والزراعة والنقل والتنمية الاجتماعية والاقتصادية ، ما يسهم في النهوض بحياة أكثر من ٥٨ مليون مواطن لم يحظو بالرعاية والتمتع بثمار التنمية شأنهم شأن سكان المناطق الحضرية.
وتابع اللواء هشام آمنة: فخامة رئيس الجمهورية تبني لمبادرة تنمية الريف المصري وتقديم كل ما يحتاجون، كي يتمتع أبناءه خاصة في القرى الأكثر احتياجا بثمار التنمية التي حرموا منها لعقود طويلة، مشيرا إلى اهتمام الرئيس السيسي كذلك بالمناطق العشوائية والتي شهدت إعادة تأهيل مناطقهم لتتسم بالطابع الحضري اللائق والحياة الكريمة في مناخ اجتماعي واقتصادي وصحى مناسب، مما يسهم فى تقريب الفوارق الاجتماعية بين سكان المدن.
وأوضح وزير التنمية المحلية أن التنمية الحضرية تمثل احد معالم فترة الرئاسة الأولى للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي فأنشأنا الآف الطرق التي بدت وكأنها شرايين في جغرافيا البلاد فسهلت الحركة والانتقال والتجارة وخفضت الضغوط الواقعة على المواطن وحركته، مدعومة بوسائل نقل حديثة منها تحديث شبكة القطارات والسكك الحديدية، فضلا عن القطار الكهربائي السريع والمونوريل ، كما أنشأنا نحو 24 مدينة ذكية ستكون رائده لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية , بالإضافة للجامعات والمدارس المنتشرة ودور الرعايا الصحية والمستشفيات .
وتطرق اللواء هشام آمنة في كلمته بالإشارة الي شبكة الأنترنت الرقمي ، والبنية التحتية للمصارف والبنوك والمؤسسات الصحية والتعليمية على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى مبادرة ١٠٠ مليون صحة التي طالت كافة أنحاء الجمهورية وحتى المحافظات الحدودية التي حظيت بمعدلات تنموية غير مسبوقة ، مشيرا إلى مشروع ١٠٠ مليون شجرة الذي يعيد الوجه الحضاري لمدننا.
ولفت اللواء هشام آمنة إلى أن مصر وقيادتها السياسية لم تنسي الابعاد الحضارية والثقافية للبلاد فأنشئت متحف الحضارة الرائع، قائلا أعلم أنكم ستقومون غدا بزيارته وستشاهدون كيف طال التطوير المحيط المجاور للمتحف في منطقة “عين الصيرة” التي كانت منطقة عشوائية خطره على الأنسان والبيئة للتحول إلى واحدة من أجمل نقاط الجذب في القاهرة، مشيرا إلى أنه سيتم خلال أسابيع قليلة إفتتاح “المتحف المصرى الكبير” الذى يعد المتحف الأكبر على المستوى العالمى والذى يضم مجموعة كبرى من الأثار الفرعونية التي تؤرخ لتاريخ الإنسانية ولتؤكد للعالم أن مصر هذه المساحة الجغرافية التاريخية من قارتنا الإفريقية احتضنت حضارة رائعة ضاربة في جذور التاريخ ، وهي من صنع المصري القديم والذين يكررون اليوم احفادهم عطائهم المتجدد للتاريخ الإنسانى حتى اليوم فهم كانوا ولايزالوا شعب محب للخير والسلام والبناء عبر العصور .
وقال اللواء هشام آمنة” كلى ثقة أنكم خرجتم من زيارة العاصمة الإدارية الجديدة أمس بالحقيقة التي نستشعرها جميعاً وهو أننا في مصر وفى قارتنا الأفريقية العزيزة قادرين على صنع المستقبل بسواعدنا وعلى التصميم الجيد ، وتدبير احتياجاتنا باستقلاليه وعزة ، كما أن أروقه وشوارع العاصمة الجديدة التي شاهدتموها من الأحياء الإدارية والحكومية والبنكية ومباني الهيئات والوزارات والبرلمان ومجلس الوزراء والمسجد الكبير والكاتدرائية المرقسية بقلب العاصمة والهيئات المتميزة ، ومنها علي سبيل المثال مقر وكالة الفضاء الأفريقية التي تزين مع وكالة الفضاء المصرية والتي إستكملنا بنائها لتعبر عن أن تطلعنا للمستقبل حقيقة واقعة وأنه أن الأوان لعلمائنا المنتشرون في كل أنحاء العالم من كل انحاء أفريقيا أن يعودوا للديار وينعموا بحياة العزة والكرامة ليعطوا من جديد لقاراتهم ما حصلوه من علوم ومعارف .
واختتم وزير التنمية المحلية كلمته قائلا :”أتمنى أن يكون ما حصلتموه من علوم ومعارف يساعدكم على مجابهة التحديات التي تواجه قارتنا وأدركتم أن حلم “أفريقيا الواحد” قابل للتحقيق ، وان أفريقيا وميثاقها وخطتها ٢٠٦٣ ستتحقق نحو أفريقيا التي نأملها جميعا آمنه ومستقرة وناهضة ونامية ، بفضل جهد أبنائها ووحدة دولها، ولعل ما يبذل من جهود مشتركة ، و في إطار اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية ، دليل على إننا نملك الأدوات والأهم نملك الوعي والإرادة.
ومن جانبه أعرب السفير محمد عزمي نائب مدير الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية عن سعادته بالمشاركة في حفل ختام فعاليات الدورة التدريبية الثالثة للكوادر الأفريقية ونجاح برنامج (دور المحليات في مواجهة هدر الغذاء) والذى تم تنظيمه بالتعاون بين وزارة التنمية المحلية والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وهو ما يأتي في إطار التعاون البناء والتنسيق الحثيث القائم بالفعل بين وزارتي الخارجية والتنمية المحلية في تنظيم العديد من البرامج والدورات التدريبية للكوادر من الدول الافريقية، أخذا في الاعتبار الإمكانيات والخبرات الكبيرة التي تتمتع بها وزارة التنمية المحلية فى هذا المجال وسعي العديد من الدول الشقيقة والصديقة للتعاون معها.
وأستعرض السفير محمد عزمي دور الوكالة المصرية في دعم وتفعيل مايعرف الدبلوماسية المصرية ودورها المحوري في وقتنا المعاصر، اذا تمثل الوكالة أحد الاذرع التنموية الرئيسية للدولة المصرية المعنية بتعزيز وتطوير التعاون مع دول الجنوب وخاصة الدول الأفريقية، كما تهدف الوكالة الي توظيف الخبرات والإمكانيات المصرية لخدمة اشقائنا في دول الجنوب لدعمها لتحقيق مستهدفات التنمية الخاصة بها.
وأشار نائب مدير الوكالة المصرية الي أن الوكالة تحرص منذ تدشينها عام ٢٠١٤ الي توظيف كافة الأدوات المتاحة لديها في سبيل دعم الدول الأفريقية بتنظيم العديد من الدورات التدريبية وبرامج بناء القدرات في مختلف المجالات، لافتا إلى نجاح الوكالة في تنظيم أكثر من ٤٠٠ برنامج لبناء قدرات المتدربين الأفارقة وذلك بالتعاون مع كافة المؤسسات الدولية والإقليمية والوطنية ذات الخبرة في الموضوعات المختلفة، كما تقوم الوكالة بايفاد العديد من الخبراء المصريين الي الدول الأفريقية لتلبية احتياجاتهم في شتى المجالات، حيث وصل عدد الخبراء المصريين الي ٤٠ خبيرات مصريا.
وأضاف السفير محمد عزمي ان الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية تؤمن بمبدأ رئيسي وهو تقديم الحلول للمشكلات الأفريقية والتي يعزز من شعور الملكية للمشروعات التنموية المختلفة لدي شعوبها بما يدعم استمرارية المشروعات واستدامتها، مؤكداً ان الوكالة المصرية تأتي اتساقًا مع أهداف أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ٢٠٣٠، واستراتيجية أفريقيا ٢٠٦٣ .
ومن جانبهم تقدم المتدربين الأفارقة بالشكر إلي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي علي الاهتمام الكبير الذي يوليه لتدريب وبناء قدرات الكوادر الإفريقية في مختلف المجالات لتحقيق التنمية والتقدم لدول القارة الإفريقية.
كما وجهوا الشكر لوزارة التنمية المحلية والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية علي تنظيم الدورة التدريبية والتي استفادوا منها في مجالات عملهم ، وأشاروا الي أنهم سيحاولون تطبيق بعض الأفكار والمقترحات التي تدربوا عليها خلال فعاليات الدورة التدريبية في بلدانهم عقب عودتهم .
كما أشاد المتدربين الأفارقة بالمحتوي التدريبي الذي حصلوا عليه خلال الدورة التدريبية والتي تنوعت موضوعاتها ، كما أشادوا بالطفرة الكبيرة التي شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة في مختلف القطاعات وخاصة بناء العاصمة الادارية الجديدة والمنشآت والمباني السياحية ومن بينها المتحف القومي للحضارة، كما أبدوا انبهارهم بالمشروعات القومية مثل برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، والمبادرة الرئاسية ” حياة كريمة” لتطوير الريف المصري والتي تستهدف تحسين مستوى معيشة الأفراد خاصة بالمناطق الأكثر احتياجا وتحقيق العدالة التنموية في جميع ربوع الدولة المصرية.
كما أعربوا عن أمنياتهم باستمرار تلك الدورات للاستفادة من الخبرات المصرية في مختلف المجالات ونقلها إلي الدول الإفريقية مع تبادل الخبرات بين دول القارة.