الليلة، أريد لهذه القصيدة أن لا تموت..
الليلة، أريد لهذه القصيدة أن تحتضن بقايا ثورتي.
وتنام دون أن تموت..
لم يكتمل بعد نهمي من عبقها..
هي روحي…
كلما وضعت يدك على جذعها،
تصبب عرقا
كلما عبثت بعنفوانها،
تساقطت شعرا من جنِّي.
دعني الليلة، أستلهم من أشعارك أشعاري،
دعني أتنفس عبقها.
هاتِ من كل الشعر إلى كل حين، إلى طول الأمد.
الليلة، سأفوح بعطري على جنباتها..
عطرك الذي غير طعم الهواء من حولي أهديته لها..
بين أصابعي، وحدها الأصابع محمية بلهب الكتابة،
لأجلها، يجب أن تتوخى الحذر،
وألا تموت اللَّيلة القصيدة.
يا أيتها القصيدة…!!
ضعي رجلا على رجل،وهزي قدمك بطغيان ملكة،
فأنت ثورتي الليلة،
أحميك من الموت بأضلعي..
لأنك تختبئين بين البين، وبين قلبي..
كل حروفك أنثى، لست أنثى واحدة.
نحن .. متشابهتان..
الحلم النائم فينا مغشي عليه لحين موعد.
دعيني أعاود الملاذ فيك،
وأرش بعذب الكلام على سفني،
أيها العطر اشتعل داخلي،
يكفيني الصمت المذاب بين جفوني.
لتعبر القصيدة الليلة..
أطفىء أنوار القناديل،
وأرِقْ ماء البحر،
مسكوبا على قدمي وطرفا من فستاني المبلل بالملح
القصيدة تقرؤك السلام.
رن جرس الأجل في موعده
ماتت القصيدة الليلة.
وأردتها ألا تموت.
قتلت في فمي الكلام.
اغمضي عينيك، لا أرى سوى الحلكة..
فأين الشعر..؟
ماتت القصيدة الليلة،
وكنت أريدها ألا تموت..
ألا تموت…فماتت.