عندما كنتُ أداعبُ
خصلات المساء
التي تذكرني بلقائنا
الأول
كنتَ تقتات
من كبد صبري
و تنزعُ إرب نهاري
من تجاويف
صدري
ثم تخلد إلى نوم
عميق
حيث خفافيش الأوهام
تغزو الكيان السحيق
تُسيج المدى المترامي
تطفئ آخر لفافة وجعٍ
على جسدي العليل
و تلوح بالرحيل
كنتُ وقتئد
أبتلع نزيف رقعة
الأرض
أسكبه في أقداح الليل
البهيم
أضرم خافقي بآخر لسعة
وعدٍ أجوف
هل تسائلت يوما
عن شظايا الأنا
الجريح؟
و أنت تلتهم بنهم
ثبات قلبي
هل تسائلت عن الشوق
الذي أطال نظره إلى قلبك
الضرير
..وقتئد
كنتَ تعد أصابعك
العشر
و تردد معزوفة بلا
وتر
لنتهاوى دون صدى
على رابية القدر
لا تلم قلبي إن عقد الرحال
و التهمه الكدر
فقد فاض حسرة
و ضجر
بلجيكا