الاخبارية وكالات
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة يوم السبت إن سوء التغذية الحاد يتفاقم في شمال قطاع غزة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لإرسال وفد إلى قطر للمشاركة في محادثات جديدة لوقف إطلاق النار تتعلق بإطلاق سراح الرهائن لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وأضافت الأونروا أن واحدا من كل ثلاثة أطفال تحت سن العامين في شمال غزة يعاني الآن من سوء التغذية الحاد، وهو ما يزيد الضغوط على إسرائيل بسبب المجاعة التي تلوح في الأفق.
وقالت إسرائيل يوم الجمعة إنها سترسل وفدا إلى قطر لإجراء مزيد من المحادثات مع الوسطاء بعد أن قدمت حماس اقتراحا جديدا لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن الإسرائيليين بالمحتجزين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وقال مصدر مطلع على المحادثات إن الوفد سيرأسه رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) دافيد برنياع، فيما يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى عقد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني لمناقشة الاقتراح قبل بدء المحادثات.
وقال مكتب نتنياهو إن عرض حماس ما زال قائما على “مطالب غير واقعية”.
وفشلت جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل شهر رمضان الذي بدأ الأسبوع الماضي، وقالت إسرائيل إنها تعتزم شن هجوم جديد في رفح، آخر مدينة آمنة نسبيا في قطاع غزة بعد خمسة أشهر من الحرب.
وعبر المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي سيبدأ زيارة للمنطقة تستغرق يومين، عن قلقه من الهجوم المحتمل على رفح، محذرا من مخاطر “سقوط الكثير من الضحايا المدنيين”.
وقال مكتب نتنياهو يوم الجمعة إن رئيس الوزراء وافق على خطة الهجوم على رفح حيث يقيم أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وإن السكان المدنيين سيتم إجلاؤهم.
ولم يحدد المكتب موعد الهجوم ولا يوجد دليل حتى الآن على وجود استعدادات إضافية على الأرض.
وينص عرض حماس، الذي اطلعت عليه رويترز، على إطلاق سراح عشرات الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن مئات الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية خلال وقف لإطلاق النار يستمر لأسابيع ويتيح دخول المزيد من المساعدات إلى غزة.
وقال أسامة حمدان القيادي بحركة حماس لقناة الجزيرة الإخبارية إن اقتراح الحركة واقعي جدا ولا يمكن لأحد أن يرفضه، وأضاف أن ردود فعل الوسطاء عليه إيجابية.
وذكر أن الاقتراح ينقسم إلى مرحلتين، على أن يكون هناك وقف كامل للعدوان في بداية المرحلة الثانية، وهو أمر ترفضه إسرائيل وتتعهد بمواصلة هدفها وتدمير حماس فور انتهاء أي هدنة مؤقتة.
وتجمعت أسر الرهائن الإسرائيليين وأنصارهم مرة أخرى في تل أبيب للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم.
في الوقت نفسه، دعا المحتجون المناهضون للحكومة الإسرائيلية إلى إجراء انتخابات جديدة، وأغلقوا عددا من شوارع تل أبيب. وقدرت وسائل الإعلام الإسرائيلية عدد المحتجين ببضعة آلاف.
* أزمة إنسانية
بدأ الصراع في السابع من أكتوبر تشرين الأول عندما نفذت حماس هجوما مباغتا على جنوب إسرائيل، مما أدى وفقا للإحصائيات الإسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز 252 رهينة.
وردا على ذلك شنت إسرائيل حملة عسكرية برية وجوية على غزة أدت وفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حماس إلى مقتل أكثر من 31500 شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
كما أدى الهجوم الإسرائيلي إلى تدمير معظم مباني القطاع، مما أجبر جميع السكان تقريبا على ترك منازلهم وتسبب في أزمة جوع هائلة.
وقالت الأونروا في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي “سوء التغذية لدى الأطفال ينتشر بسرعة ويصل إلى مستويات غير مسبوقة في غزة”.
وذكرت مستشفيات في غزة أن بعض الأطفال يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف.
وفي وقت لاحق ذكرت بعض وسائل إعلام فلسطينية أن شاحنات مساعدات وصلت إلى مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا في شمال قطاع غزة لأول مرة منذ أربعة شهور. ووفقا للتقارير، وصلت الشاحنات، وعددها 13 ومحملة بالطحين، إلى منشأة تابعة للأونروا.
ودعت الدول الغربية إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهود للسماح بدخول المساعدات، وقالت الأمم المتحدة إنها تواجه “عقبات هائلة” تشمل إغلاق المعابر وعمليات التفتيش المرهقة وفرض قيود على الحركة والاضطرابات داخل غزة.
وتقول إسرائيل إنها لا تضع أي قيود على المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة وتتهم وكالات الأمم المتحدة بالتسبب في تأخر وصول المساعدات بسبب تقاعسها وعدم كفاءتها.
وبدأت عمليات إدخال المواد الإغاثية إلى غزة بحرا ومن خلال عمليات الإسقاط الجوي.
وقالت مؤسسة ورلد سنترال كيتشن الخيرية إن أول شحنة مساعدات عن طريق البحر وصلت إلى غزة من قبرص يوم الجمعة وجرى تفريغها.
وقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس إن شحنة ثانية من المساعدات الغذائية جاهزة لمغادرة قبرص والتوجه بحرا إلى غزة يوم السبت، بينما قالت الولايات المتحدة والأردن إنهما نفذتا عملية إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية.
ووصفت الملكة رانيا قرينة العاهل الأردني في حديث لشبكة (سي.إن.إن) عمليات الإسقاط الجوي بأنها “حرفيا مجرد قطرات في محيط من احتياجات لم يجر تلبيتها بعد”، متهمة إسرائيل “بقطع كل ما هو مطلوب للحفاظ على حياة الإنسان: الغذاء والوقود والدواء والمياه”.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير أنتوني بلينكن بحث مع ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة لمدة ستة أسابيع على الأقل والتزامهما بالعمل على حرية المرور في البحر الأحمر وسط هجمات على السفن من قبل الحوثيين اليمنيين المتحالفين مع إيران. وأوضحت الوزارة أن المناقشات جرت خلال توقف بلينكن في البحرين.