القيمة الثامنة :
سؤال خطير جداً ..
عندما عصى الشيطان الله سبحانه وتعالي ، من كان شيطانه ؟؟ .
وحين رفض إبليس السجود لآدم عليه السلام لم يكن هناك شيطان فمن وسوس له ؟؟.
سؤال خطير جداً ..
اقرأوا أيها القراء الأعزاء هذه السطور بقلب مفتوح وعقل راجح لتعرفوا … من هو الشيطان الحقيقي لنا !!!
إن كلمة (” نفس “) هي كلمة في منتهى الخطورة ، وقد ذُكرت في القرآن الكريم في آيات كثيرة
يقول الله تبارك وتعالى في سورة ( ق ) :
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }
نحن نؤمن بالله عز وجل ، ونذكره ونصلي في المسجد ونقرأ القرآن ، ونتصدق ، و ….. و……إلخ…
وبالرغم من ذلك فما زلنا نقع فى المعاصي والذنوب ! ! !
فلماذا ؟؟
السبب في ذلك هو أننا تركنا العدو الحقيقي وذهبنا إلى عدو ضعيف ، يقول الله تعالى في مُحكم كتابُه العزيز : { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا } .
إنما العدو الحقيقي هو ( النفس ) نعم … فالنفس هي القنبلة الموقوتة ، واللغم الموجود في داخل الإنسان يقول الله تبارك وتعالى في سورة ( الإسراء ) :
{ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا }
وقوله تبارك وتعالى في سورة ( غافر ) :
{ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }
وقوله تبارك وتعالى في سورة ( المدثر ) :
{ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ }
وقوله تبارك وتعالى في سورة ( النازعات ) :
{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ }
وقوله تبارك وتعالى في سورة ( التكوير ) :
{ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ }
لاحظ أيها القارئ الكريم أن الآيات السابقة تدور كلها حول كلمة ( النفس ) ، فما هي هذه النفس؟؟؟
يقول العلماء : أن الآلِهة التي كانت تعبد من دون الله
(( اللات ، والعزى ، ومناة ، وسواع ، وود ، ويغوث ، ويعوق ، ونسرٓٓا ))
كل هذه الأصنام هدمت ماعدا إلـه مزيف مازال يعبد من دون الله ، يقول الله تبارك وتعالى : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ } ومعنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغى لشرع ولا لوازع ديني ، لذلك تجده يفعل ما يريد.
يقول الإمام البوصيري في بردته : وخالف النفس والشيطان واعصيهُما .
ففي جريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل ) يقول الله تبارك وتعالى : { فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ }
عندما تسأل إنساناً وقع في معصية ما !!!
وبعد ذلك ندم وتاب ، ما الذي دعاك لفعل هذا سوف يقول لك : أغواني الشيطان ، وكلامه هذا يؤدي إلى أن كل فعل محرم وراءه شيطان .
إن السبب في المعاصي والذنوب إما من الشيطان ، وإما من النفس الأمارة بالسوء ، فالشيطان خطر ..
ولكن النفس أخطر بكثييييييير …
لذا فإن مدخل الشيطان على الإنسان هو النسيان فهو ينسيك الثواب والعقاب ومع ذلك تقع في المحظور قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم : { وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّو }
وأخيراً نتضرع إلي المولى عز وجل ونقول !!!
( اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ. فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ).
هناك هرمون في الجسم يفرز خلايا على القلب عندما نلهى عن ذكر الله ومن ثم تكون غشاء على القلب يسمى (( الران )) ويسبب اكتئاب حاد وحزن وضيق شديد قال تعالى … (( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ).
عند ذلك طلب الله منا أن نطلب منه وندعوه ام يهدينا إلي الصراط المستقيم.
*فما معنى الصراط المستقيم*؟؟؟؟
نقرأ سورة الفاتحة ، أكثر من عشرين مرة فى اليوم فهل إستدلينا واهتدينا إلى الصراط المستقيم ، الذي نسأل الله يومياً أن يهدينا إليه ؟
( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ )[ الفاتحة 6 ]
فَلَو سألنا ألف شخص ، عن مفهوم الصراط المستقيم ، لكانت الإجابات مختصرة ، وببضعة كلمات عامة وغير دقيقة :
فمنهم من يقول إنه طريق الحق ،
ومنهم من يقول بانه طريق العدل ،
وهذه الإجابات المختصرة هي مفاهيم عامة ، وغير مُفَصّلة بل وبعيدة عن مفهوم ومدلول الصراط المستقيم
أما البقية ، فتكون إجاباتهم عجيبة :
فهو طريق أو حَبْل ، أو شيىء كحد السيف موصول ما بين مكان وقوفنا أثناء الحساب وبين الجنة الموعودة وتحته مباشرة جهنم المستعرة وعلينا أن نجتاز بمهارة هذا الطريق أو هذا الحَبْل !!
للأسف .. لقد نجح أعداء الإسلام نجاحا مبهراً ، عندما أبعدونا عن كتاب الله ، بطريقة شيطانية مدروسة
فمثلا” أبعدونا عن سورة الأنعام والتى تحمل في طياتها مفهوم ومدلول الصراط المستقيم …
الصراط المستقيم : هو عشرة وصايا ، ذكرها الله عز وجل في سورة الأنعام ، ووصانا أن نتبعها ، وأن نتخذها طريق لعبادته .
تعالوا ( نُرتل ) مصطلح ( الصراط المستقيم ) في آيات القرآن :
يقول الله تعالى في سورة الأنعام ( 151 * 152 * 153 ) :
( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ :
1⃣ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
2⃣ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
3⃣ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ
4⃣ وَلَا تَقْرَبُواالْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
5⃣ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهَُّ إِلَّا بِالْحَقِّ
ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
6⃣ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ
7⃣ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا
8⃣ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ
9⃣ وَبِعَهْدِ اللهَِّ أَوْفُوا
ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ
🔟 وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ
ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ
ثلاثة مرات ، يقول لنا الله عز وجل :
*ذلكم وصاكم به*
ثم يشير ويدل ويقول : *وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه* ..
فهل هنالك أوضح من كلام الله عز وجل
المبيّن والمفسر لكل آياته
هذا هو الصراط المستقيم، الذى نسأل الله يوميًا، أن يهدينا إليه.
وهذه هي الوصايا العشرة ذاتها التي أنزلها الله عز وجل في التوراة والإنجيل أيضا ، وسماها فى الكتاب ( الفرقان ).
وقد أمر الله تعالى أهل الكتاب ، وأمرنا نحن ، بعبادته بإتباع صراطه المستقيم.
فالصراط المستقيم ، هو
أعمال وأفعال نقوم بها ،
وليس أحاديث وروايات
ولا حركات بلا فائدة ، أو خرافات ..
وهو جوهر العبادة
اللهم اهدنا الصراط المستقيم……
بهذا يتضح الشيطان وغواياته وموقفه من الإنسان وبيان حبل النجاة ..وهو الصراط المستقيم..صراط رب العالمين….
فاللهم اهدنا الصراط المستقيم….برحمتك يا أرحم الراحمين..
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم .